وأضاف زعزوع: «لسنا أفضل من تركيا، التي ألغت التأشيرة بينها وبين الكثير من الدول العربية». وكان زعزوع يتحدث، أول من أمس، خلال لقاء مع مهنيي السفر والسياحة في الدارالبيضاء، الذين عبروا عن استيائهم من الفترة الطويلة لمنح التأشيرات للسياح المغاربة واضطرارهم إلى المرور عبر وسطاء من أجل صدور التأشيرات في آجال معقولة. ومن جهته، أوضح السفير المصري الجديد في الرباط، أبو بكر حنفي محمود، أنه سيتعامل بصرامة كبيرة مع أي محاولة لكسب المال من وراء التأشيرة، ولن يتردد في تسليم أي متورط في ذلك للأمن المغربي. وقال حنفي: «لدي تفويض كامل بمنح التأشيرات. ومنذ مجيئي المغرب قبل أربعة أشهر تقلصت فترة منح التأشيرة كثيرا. وألتزم أمامكم بأن لا يتجاوز الأجل ثلاثة أيام بالنسبة للأشخاص المعروفين، الذين يأتون عن طريق شركات الأسفار والعائلات والأشخاص، الذين تجاوزوا 40 سنة من العمر. وفي الأحوال الأخرى، فإن الآجال لن تتجاوز 13 يوما». وأضاف حنفي أنه عندما جاء المغرب قبل أربعة أشهر كان عدد الموظفين في السفارة المصرية لا يتجاوز شخصين، وعمل على رفع هذا العدد إلى خمسة أشخاص. وعبر عن استغرابه للمعاملة التي كان المغاربة يتلقونها للحصول على تأشيرة دخول إلى مصر، إذ يضطرون إلى الانتظار في طوابير طويلة في الشارع تحت رحمة تقلبات الطقس. وقال حنفي إنه رفع تقريرا في هذا الشأن لوزارة الخارجية المصرية، التي قررت بناء قاعة انتظار جديدة، مكيفة وتتسع لنحو 250 شخصا، والتي يرتقب أن تفتتح قريبا. وتأتي هذه الإجراءات في سياق النمو المطرد لعدد السياح المغاربة الذين يزورون مصر، والذين ارتفع عددهم من 22.5 ألف سائح في عام 2005 إلى 39 ألف سائح في 2008، ليصل إلى 53.7 ألف سائح خلال سنة 2009. وأشار مساعد وزير السياحة المصري، هشام زعزوع، إلى أن هذه الأرقام دقيقة وتتعلق فقط بالسياحة وفق معايير وتحديدات منظمة السياحة العالمية، ولا تشمل عدد المغاربة الذين انتقلوا بمصر من أجل العمل أو لأهداف أخرى غير السياحة. وقال إن السياحة المغربية في مصر عرفت خلال السنة الماضية طفرة نوعية، إذ ارتفع عدد الليالي السياحية التي قضاها المغاربة في مصر إلى 419 ألف ليلة مقابل 361 ألف ليلة خلال سنة 2008. ويأمل زعزوع، الذي يزور المغرب على رأس وفد عمل سياحي كبير، في مضاعفة هذا العدد. وقال ل«الشرق الأوسط» إن الهدف من زيارته للمغرب هو لقاء المهنيين والمسؤولين المغاربة من الحكومة والقطاع الخاص من أجل بحث سبل تعزيز المبادلات السياحية بين البلدين، والعمل معا على رفع كل المعوقات التي تعترضها. وأضاف: هدفنا فعلا تطوير السياحة من الجانبين. واعترف زعزوع بأن الكفة غير متعادلة حاليا، إذ في مقابل 53 ألف سائح مغربي في مصر فإن عدد السياح المصريين في المغرب لا يتجاوز عشرة آلاف. «لذلك ندعو المهنيين المغاربة لبذل مجهود مضاعف للتعريف بعروضهم في مصر». وأضاف زعزوع: «هناك انطباع خطأ لدى المصريين بأن المغرب بعيد، وأن السفر إليه مكلف. لذلك، فإن من بين الأولويات التي وضعناها نصب أعيننا لتشجيع السفر إلى المغرب تخفيض تكلفة النقل الجوي. كما أننا نبحث الدخول في مشروع جار الإعداد له لفتح خط نقل بحري بين المغرب وليبيا عبر تونس. ونتفاوض حاليا من أجل تمديد الخط إلى الإسكندرية». ويرى السفير حنفي محمود، من جهته، أن المغرب لا يروج لسياحته في مصر بالشكل الملائم. وقال: «على شركات السياحة المغربية أن تركز على منتجات أكثر جاذبية بالنسبة للسائح المصري، كمحطة التزلج على الجليد في إفران والسياحة الجبلية في الأطلس. فنحن بلد صحراوي ليس لدينا ثلج وليست لدينا سفوح خضراء كما هو الحال في جبال الأطلس. أما المنتوج السياحي التقليدي الثقافي للمغرب، الذي يتضمن زيارة المدن التاريخية، فعلى الرغم من أنه مهم فإنه شبيه بالمنتوج المصري. لذلك، فجاذبيته بالنسبة للسائح المصري تبقى ضعيفة». وأشار السفير المصري إلى أن نحو 30 ألف مصري قضوا أعياد رأس السنة هذا العام في لبنان بسبب محطات الثلج.