خرج مئات الآلاف من النساء الايطاليات في مظاهرات اليوم الاحد في روما ومدن أخرى احتجاجا على فضيحة جنسية لرئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني قلن انها ألحقت العار بايطاليا. وقالت روبرتا نيتشياريللي 52 عاما حلال مسيرة في روما "النساء يشعرن بالاهانة، صورة بلادنا التي يقدمها برلسكوني الى العالم لا يمكن قبولها". وتوضح الاحتجاجات في أكثر من 200 مدينة ايطالية وحتى في مدن خارج ايطاليا تزايد غضب النساء من فضيحة بغاء أحاطت برئيس الوزراء الذي كانت النساء المحافظات من أهم ناخبيه لفترة طويلة. وقالت بينا التي منحت صوتها لبرلسكوني من قبل"لقد أعطيته صوتي في الماضي لكنني أشعر حقا بخيبة الامل. أتمنى أن تتغير الامور". ووصف أعضاء في حزب شعب الحرية الخاكم الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء المظاهرات بأنها راديكالية وعمل للمعارضة له دوافع سياسية لكن الاعلام الحزبية غابت بشكل ملحوظ عن المسيرات. وقدمت سلطات الادعاء طلبا يوم الاربعاء لتقديم برلسكوني الى المحاكمة متهمة اياه بدفع مبلغ من المال مقابل ممارسة الجنس مع راقصة بملهى ليلي تعرف باسم روبي عندما كان عمرها أقل من 18 عاما وهو أمر مخالف للقانون في ايطاليا. ووصف برلسكوني 74 عاما الملياردير الاتهامات "مقززة ومشينة". وقال انه لم يرتكب أي أمر غير ". ونشرت الصحف على مدى أسابيع فحوى مقاطع مسربة من التحقيقات تضمنت اشارات الى مبالغ نقدية وحديثا عن ألعاب حنسية وهدايا حصلت عليها فتيات يطمحن الى الشهرة بعد أن حضرن حفلات في منزل برلسكوني قطب الاعلام. ورفعت لافتة كتب عليها "أحب صديقي بدون مقاب" خلال مسيرة روما التي شاركت فيها نساء من كل الاعمار باحدى ساحات وسط المدينة بصحبة أزواجهن وأخوتهن وأصدقائهن. وقال باولو كامبيدل الذي شارك في مظاهرة في بادوا بشمال ايطاليا "انها فضيحة. أنا لا أثق في قيمه وسلوكه والطريقة التي يعامل بها النساء. ايطاليا لا مستقبل لها اذا كانت هذه هي القيم التي تحفظنا". وانتشرت صور مجموعة متزايدة من الفتيات الشابات في مجال الاستعراض يزعم انهن على علاقة ببرلسكوني على شاشات التلفزيون الايطالي وعلى مواقع الانترنت حيث ظهرن في أوضاع مثيرة أو بملابس داخلية. وقالت معلمة متقاعدة تدعى باتريزيا روسي شاركت مع عشرات الالاف من المحتجين في نظاهرة في ميلانو "لا ينظر الى النساء في ايطاليا الا على أنهن مادة للرغبة. نريد بلدا فيه المزيد من الكرامة". وأثار الموضوع هجوما من بعض النساء اللاتي شكون طويلا من طريقة تصوير المرأة في وسائل الاعلام ومنها محطات تلفزيونية تابعة لامبراطورية ميدياست التي يملكها برلسكوني التي كثيرا ما ترى فيها فتيات في ملابس خليعة في لقطات تركز على صدورهن وسيقانهن. وقال المعارضون ان الصورة الاحادية للنساء كأدوات جنسية روجت لثقافة ترى فيها المرأة ان بيع مظهرها الجيد هو السبيل الوحيد للنجاح في بلد يعاني فيه ثلث أبناء الجيل الجديد من البطالة. وقالت لوريلا زاناردي مؤلفة كتاب "جسم السيدة" عن صورة المرأة في وسائل الاعلام "صدر ناهد وردفان نحيلان ومتاحة دائما.. أصبح الامر استبدادا لان التلفزيون والصحف لا تصور الا هذا النموذج للنساء". وجددت الفضيحة الجنسية في ايطاليا التي يغلب الكاثوليك على سكانها دعوات المعارضة لاستقالة برلسكوني في وقت يتشبث فيه بالسلطة في أعقاب انقسام في صفوف حزب شعب الحرية العام الماضي. وقال جيانفرانكو فيني حليف برلسكوني السابق الذي تحول الى خصم له في تصريح ادلى به اليوم الاحد ان أحدث فضائح رئيس الوزراء جعلت ايطاليا مادة للسخرية.