"الخبر" الجزائر: رمضان بلعمري تجري دوائر الاستخبارات الغربية سلسلة مراجعات لطريقة عملها تجاه الوضع في المنطقة العربية، بعدما عجزت عن توقع الانقلاب الشعبي الذي أطاح بالرئيس التونسي بن علي ويكاد يفعل بالرئيس المصري مبارك. هذا الأمر ناقشه رؤساء الدول والحكومات في مؤتمر الأمن بميونيخ الألمانية قبل أيام، على ضوء الأحداث التي تجري في مصر الآن، وتم تخصيص حيز معتبر لها، من خلال طرح سؤالين للنقاش، هما هل أحداث القاهرة تبعث على الفرح أم تبعث على الانشغال، وهل يمكن لمصر أن تحقق التغيير الديمقراطي في عهد مبارك؟ وعمليا، برز فشل دور جهاز الاستخبارات في الولاياتالمتحدة وفرنسا، رغم علاقتهما الوثيقة بالنظام في مصر وتونس على التوالي. حيث ما تزال الإدارة الأمريكية تتخذ مواقف متضاربة حيال ما يجري من اعتصامات في الشارع المصري، في حين تفاجأت باريس بسرعة الانفجار الشعبي في تونس، لدرجة أنها رفضت استقبال الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، الذي كان يحظى بدعمها اللامشروط، لدرجة أنه كان ينتظر في آخر أيام حكمه وصول شحنة من الأسلحة لمكافحة شغب الشارع. ويدور نقاش حاد في الولاياتالمتحدة، منذ فترة، بعد أن وجه باراك أوباما انتقادات لأجهزة استخباراته على تقديراتها الخاطئة للتطور الحاصل في البلدين، خصوصا العجز عن تقدير وتيرة تطور الأمور. ودافعت الاستخبارات الأمريكية عن نفسها قائلة إنها أخذت بالطبع المظاهرات التي قامت في تونس مأخذ الجد، لكنها اعترفت بأنها انتظرت أن يحصل بن علي على دعم أقوى من جانب القوى الأمنية. وأوضح ضابط أمريكي كبير، في مقابلة تلفزيونية، أن ''المسؤولين الأمنيين قللوا من شأن إمكانية انتقال الاضطرابات من تونس إلى مصر بمثل هذه السرعة''. وفي أوروبا، قال رئيس سابق للاستخبارات الألمانية إنه ''يصعب التكهن بوقوع أحداث تستند إلى ديناميكية ذاتية الحركة، والأصعب من ذلك هو تحديد موعد حدوثها''، مضيفا أن ''مثل هذا الأمر خارج عن قدرة الاستخبارات رغم أن المنطقة موضوعة تحت المراقبة''.