شهدت أسعار اللحوم البيضاء في موريتانيا ارتفاعا كبيرا، تراوح ما بين 25 و40% في بعض الحالات، على خلفية الهلع الذي أصاب المواطنين بعد تفشي مرض" حمى الوادي المتصدع "الذي ينتقل من الحيوان إلى الإنسان بواسطة تناول لحوم وألبان الحيوانات المصابة. فقد بلغ سعر كلغ الدجاج المستورد 1000 أوقية بدل 750 بعد أيام قليلة من تحذيرات وزير الصحة الموريتاني الشيخ ولد حرمة لسكان آدرار، شمال البلاد، من تناول اللحوم الحمراء، حيث ظهرت حالات وفيات بسبب الحمى، كما ارتفعت أسعار السمك في الأسواق المحلية لذات الأسباب. وقالت إحدى المتسوقات في سوق الخضار، وسط نواكشوط، "لم نعد نثق في اللحوم الحمراء حاليا ولكننا صدمنا بارتفاع مذهل في أسعار الدجاج الذي لم يكن يلقى إقبالا كبيرا" . وباع مالك مدجنة في توجنين، شرق العاصمة، كل ما لديه من دجاج، ووصل سعر الدجاجة المحلية 2500 أوقية بدل 1500 هذا فيما فضل الكثيرون الاعتماد على المرق اليابس ومستخلصات الخضار المجففة عوضا عن الأسماك واللحوم. ولم يعد بمقدور العديد من الفقراء شراء أنواع السمك، التي كانت في متناولهم، بسبب الزيادة المفرطة في أسعارها، حيث وصل سعر سمكة "ياي بوي" الصغيرة والأكثر شعبية 100 أوقية بدل 40، وزادت بشكل مضطرد أسعار الخضروات بسبب الإقبال المتزايد على السمك والدجاج. ويفضل معظم الموريتانيين اللحوم الحمراء على البيضاء، وتمتلك موريتانيا ثروة حيوانية تقدر بملايين الرؤوس من الغنم والبقر والإبل. وشهد موسم الخريف الماضي تحسنا كبيرا في كميات الأمطار المتساقطة مما زاد من فرص زيادة الثروة الحيوانية.