أدى العزوف عن استعمال لحوم الماشية إلى ارتفاع متزايد في أسعار الدجاج، الذي أصبح البديل لتلك اللحوم بعد التعليمات الصارمة للسلطات الصحية في موريتانيا بعدم استعمالها في الوقت الحالي، بعد الانتشار السريع لحمى الوادي المتصدع في ولاية آدرار. وقال مراسل "صحراء ميديا" في مدينة أطار عاصمة ولاية آدرار شمال موريتانيا اليوم الجمعة إن أسعار لحوم الدجاج تضاعفت ثلاثة مرات خلال أيام قليلة، في حين عاشت مشاريع بيع الألبان ركودا أدى لتراكم الخسائر بسبب عزوف السكان عن استعمال ألبان الحيوانات، وأصبح باعة اللحوم الحمراء بلا عمل بعد تعليمات وزير الصحة بوقف استهلاك اللحوم والألبان حتى إشعار آخر. وفي مدينة أكجوجت عاصمة ولاية انشيري، أكد مراسل "صحراء ميديا" وجود حالة من الهلع وسط السكان، بعد الأنباء القادمة من ولاية آدرار المجاورة، وأشار المراسل إلى أن سكان الولاية التزموا التعليمات الصحية المتبعة في آدرار، وعزفوا عن استخدام كافة أنواع اللحوم الحمراء والألبان، تجنبا للإصابة بالمرض. وفي نواكشوط قال الدكتور الحسن ولد محفوظ طبيب الأمراض الباطنية إن عدة حالات من الحمى سجلت في كل من أطار واوجفت، وأشار إلى أن من وصل إلى نواكشوط، كان في المرحلة النهائية، حيث أنه يتم أولا العلاج المنزلي، ومن ثم يتم نقله إلى المستشفى الجهوي، وهناك عدم تعرف بشكل عام على المرض، وضعف الثقافة الصحية لدى المواطن. وأشار الدكتور ولد محفوظ في تصريحات ل "صحراء ميديا" إلى أن 3 أشخاص مصابين وصلوا لنواكشوط، توفي أحدهم، وتماثل آخر للشفاء، ولازال الثالث تحت الرعاية الطبية. وفي نواكشوط أيضا قال أعلي سالم ولد لمعدل أحد سكان "عين أهل الطائع" في ولاية آدرار إن الحمى انتشرت في عين أهل الطائع و "آمساكه" و "يغرف"، وأثارت الرعب بعد موت عدة أشخاص. وقال ولد لمعدل ل "صحراء ميديا" إنه كان شاهد عيان على موت حيوانات في المنطقة، وأشار إلى زيارة قام بها للحاكم والعمدة وطاقم طبي بيطري للإطلاع على الوضع الميداني. وقال مواطن آخر ينحدر من المنطقة إن منطقة "تنمرورت" ببلدية المداح شهدت 4 او 5 حالة وفاة، بعد إصابتهم بالحمى لكنه أشار إلى أن الحمى لم تكن بسبب شرب اللبن أو أكل اللحوم، "لأنها لا تتوفر هناك في الوقت الراهن". حسب قوله. وكان وزير الصحة الشيخ المختار ولد حرمه، ووزير الداخلية محمد ولد ابيليل، عقدا أول أمس الأربعاء، جلسة عمل مع السلطات الجهوية والصحية في مدينة أطار، لتقييم الوضع الصحي بالولاية، ودراسة الأساليب الكفيلة بالقضاء على حمى الوادي المتصدع، التي أثارت هلعا في صفوف المواطنين. تعد الوادي المتصدع من الحمى الحادة يسببها فيروس يصيب الحيوانات الأليفة (الأبقار، الغنم،والإبل...) والبشر. وهو ينقل بواسطة البعوض خلال سنوات المطر الكثيف أو عند ازدياد نسبة الرطوبة. وسجل أول وباء لهطه الحمى في أفريقيا الغربية عام 1987 وقد ارتبط بإنشاء مشروع نهر السنغال. فلقد سبب المشروع فيضانا في منطقة نهر السنغال المنخفضة مما أدى إلى اختلاط بين الحيوانات والبشر سبب في نقل فيروس حمى الوادي المتصدع إلى البشر.