تشهد أسواق» اللحوم البيضاء» بالعاصمة الاقتصادية هذه الأيام، كما هو عموم الأسواق على المستوى الوطني، ارتفاعا ملحوظا في الأسعار. هذا التغير في أثمنة اللحوم البيضاء يوازيه تخوف لدى المواطن البيضاوي البسيط، من أن يستمر الوضع على هذا الحال طيلة شهر رمضان الأبرك، الذي يصادف هذه السنة موسم الصيف وما تعرفه هذه الفترة من إقبال متزايد على اللحوم البيضاء خاصة «الدجاج» نتيجة الطلب المتزايد عليه بسبب الأعراس والمناسبات التي تشهدها المدينة خلال هذه الفترة من السنة، إضافة إلى عودة أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج، ما يرفع من أسهم هذه المادة الحيوية التي تشكل ملاذا غذائيا، بالإضافة لبعض أنواع السمك لغالبية الشرائح الاجتماعية بالعاصمة الاقتصادية في ظل غلاء المعيشة، كما تؤكده تصريحات المواطنين ممن التقتهم الجريدة داخل بعض الأسواق والمحلات التجارية التجارية المنتشرة بالمدينة. وعن دوافع وأسباب هذا الارتفاع الذي وصل «صداه» إلى جيب المواطن البيضاوي المغلوب على أمره، يقول «احمد الناجي» مستثمر وصاحب ضيعة لتربية الدواجن بضواحي البيضاء :« لقد بات لا يخفى على أحد اليوم، حجم الخسائر التي تكبدها «الكساب» المغربي في قطاع تربية الدواجن هذه السنة منذ يناير 2010 إلى غاية اليوم..» موضحا أن من بين الأسباب التي تقف أيضا خلف هذا الارتفاع، النقص الحاصل في «الفلوس» وهي صغار الدجاج، بسبب الحرارة، زيادة على أن هذه الفترة من السنة تسجل إقبالا متزايدا من ناحية الطلب على اللحوم البيضاء، خاصة الدجاج بسبب الأعراس والمناسبات و«عودة أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج» مما ينعكس على أسعار اللحوم البيضاء. أما بخصوص أثمنة الدجاج فهي تصل إلى 17 درهما للكيلوغرام الواحد داخل الضيعات الخاصة بتربية الدواجن، قبل أن يرتفع الرقم إلى 18 درهما فما فوق، بالأسواق والمحلات التجارية، يصرح أحمد الناجي «صاحب ضيعة لتربية الدواجن». للمواطن البيضاوي رأي في الوضع، ففاطمة ربة بيت، تقول: «صراحة لمسنا مؤخرا ارتفاعا ملحوظا في أسعار الدجاج ألهب جيوب المواطنين، مضيفة أن ذلك يعود إلى الإقبال الكبير على هذه المادة نتيجة الأعراس، ومختلف المناسبات التي تعرفها هذه الفترة من السنة، خصوصا بعدما حاولت مجموعة من الأسر تنظيم حفلات الزفاف قبل رمضان» مبدية في نفس الوقت تخوفها الكبير من استمرار الوضع كما هو عليه خلال شهر رمضان، مما يهدد بتغيير في طبيعة «القفة البيضاوية» تقول. وفي هذا الصدد يتوقع المهنيون، ومعهم المهتمون بالقطاع على مستوى العاصمة الاقتصادية، أن تستمر الأسعار على حالها إلى غاية شتنبر المقبل، أي بعد نهاية شهر رمضان، لتزامن شهر الصيام مع موسم الصيف، تضيف مصادرنا . ومن جهة ثانية، تدارست مؤخرا لجنة خاصة، مجموعة من الإجراءات الكفيلة بضمان التموين المستمر للأسواق بالمواد الضرورية، التي يزداد الطلب عليها خلال شهر رمضان، حيث أعطيت التعليمات للجان المراقبة قصد التحلي بالمتابعة، وتشديد المراقبة مع الحرص على ضمان الاستقرار في أسعار وجودة هذه المواد، وزجر كل المخالفين لالتزامات الجودة والسلامة الضروريين.