سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حوالي 3 ملايين متظاهر بالدار البيضاء في أضخم مسيرة ضد خصوم وحدة المغرب قادة الأحزاب اعتبروها رسالة إلى من يهمهم الأمر والإعلام الإسباني تأخر في تغطية الحدث
نظمت اليوم الأحد، بمدينة الدارالبيضاء بالمغرب المسيرة الشعبية التي دعت إليها الأحزاب الممثلة في البرلمان الشعب المغربي إلى المشاركة فيها احتجاجا على ما أسمته "الحملة المغرضة التي قادها ويقودها الحزب الشعبي الإسباني المعارض ضد المصالح العليا للمغرب". ووجه المغرب للحزب الشعبي الإسباني تهمة الضغط من أجل تسريع قرار للبرلمان الأوروبي اعتبر فيه هذا الأخير أن الأممالمتحدة "هي الجهة المؤهلة لإجراء ما أسماه "تحقيق دولي مستقل "بخصوص الأحداث التي وقعت يوم الثامن من الشهر الجاري في مدينة العيون العاصمة الإدارية للصحراء. وقدر منظمو مسيرة الدارالبيضاء عدد المشاركين بحوالي ثلاثة ملايين متظاهرا في حين أعلنت السلطات العمومية عن رقم أقل في حدود مليونين ونصف مشارك. وعبر قياديون من الأحزاب المغربية الذين شاركوا في المسيرة عن استنكارهم لمحاولات خصوم المغرب .وفي هذا السياق قال عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أن المسيرة هي "صيحة كفى" في وجه الجهات المعادية لبلاده. وأضاف بنكيران في تصريح ضمن أخرى بثتها وكالة الأنباء الرسمية المغربية أن"الأمة المغربية انتفضت بأكملها من خلال هذه المسيرة للتعبير عن إحساسها بالظلم". من جانبه قال الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار المشارك في الحكومة، صلاح الدين مزوار أن "إن المسيرة تشكل رسالة جديدة من الشعب المغربي إلى كافة من يفكر في المساس بالوحدة الترابية للمملكة". واعتبر مزوار أن" الشعبين المغربي والإسباني محكوم عليهما بالعيش في جو يسوده السلام والأخوة ". يشار إلى أن عباس الفاسي رئيس الحكومة المغربية شارك في التظاهرة الكبرى ، بصفته أمينا عاما لحزب الاستقلال متزعم الائتلاف الحكومي. وقامت قنوات التلفزيون المغربي بنقل مباشر لأطوار المسيرة ، كما استضافت محللين سياسيين وناشطين من المجتمع المدني والنسيج الحقوقي للتعليق على التظاهرة ووصف أبعادها. ولوحظ أن المواقع الإعلامية الإسبانية في شبكة الانترنيت لم تسارع إلى نقل وقائع المسيرة في حينها على عكس موقفها من أحداث العيون .ولغاية كتابة التقرير أي حوالي الساعة الرابعة والنصف بالتوقيت العالمي لن تنزل المنابر الصحافية الإسبانية تقارير ضافية عن حدث المسيرة الحاشدة عل الرغم من أنها موجهة بالأساس إلى حزب سياسي مهم في إسبانيا ، ترشحه التوقعات للحصول على أغلبية برلمانية في الانتخابات التشريعية المقبلة عام 2012. وبرأي مراقبين فإن حجم المسيرة ، يعبر بشكل لا يترك مجالا للشك عن غضب المغاربة من سلوكات سياسية لا يجدون مبررا لها سواء من الحزب الشعبي الإسباني أو البرلمان الأوروبي الذي لم ينتظر قدوم وزير الخارجية المغربي، ليقدم له توضيحات بخصوص ما جرى في العيون ،وبدل ذلك انساق وراء مزاعم تبنتها أحزاب اليمين الأوروبي التي تحالفت، خلافا للمنطق، مع تشكيلات اليسار المتطرف الممثل في برلمان ستراسبورغ. ويرى ذات المراقبين أن الاتحاد الأوروبي لم يقم بأية جهود حقيقية لوقف أو بالأحرى تأجيل تصويت البرلمان ، ما يمكن اعتباره إخلالا أخلاقيا بمبادئ الشراكة الإستراتيجية مع المغرب ، علما أن تصويت المؤسسة التشريعية الأوروبية ليست له أية صفة إلزامية، بل إنه خالف ما انتهى إليه مجلس الأمن في اجتماعه التشاوري حيث اكتفت الهيأة الأممية باستنكار اللجوء إلى العنف وحث الأطراف على استمرار التفاوض للتوصل إلى حل سلمي، ورفض إرسال أية لجنة دولية للتحقيق فيما وقع. تجدر الإشارة إلى أن النقابات المغربية أوقفت إضرابا عاما كانت دعت المستخدمين المغاربة في الشركات والمقاولات الإسبانية العاملة في المغرب للقيام به يوم الاثنين، بعد أن أدركت الجهات الاقتصادية والمالية في إسبانيا مغزى الرسالة.