أصبح رئيس موريتانيا السابق، سيدي ولد الشيخ عبد الله، الّذي أطيح به في انقلاب عسكري، إمام مسجد بقرية صغيرة في جنوبي البلاد، بعد أن قرّر اعتزال العمل السياسي. وذكرت مصادر موريتانية أنّ ولد الشيخ عبد الله الّذي أطيح به في السادس من أوت 2008 في انقلاب قاده الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز، اعتزل السياسة وأصبح إمام مسجد قرية (لمدن)، مسقط رأسه. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن المصادر أنّ عبد الله، المعروف بتديّنه الشّديد، قبل بتعيينه إمامًا للمسجد الجامع الوحيد من قبل مشايخ قرية لمدن (255 كم جنوبنواكشوط)، ليكون أوّل رئيس جمهورية في موريتانيا، وربّما في العالم، يتولّى إمامة المسجد بعد زعامة القصر الرئاسي الّتي استمرت 14 شهرًا قبل خلعه من قبل الجيش. ويعتبر ولد الشيخ عبد الله أوّل رئيس مدني ينتخب في موريتانيا بشكل ديمقراطي وشفاف، لم يطعن فيه أيّ من منافسيه، وقد حظي بدعم قادة الجيش وقتها. وانتخب ولد الشيخ عبد الله، وهو من مواليد، 1938 رئيسًا لموريتانيا بعد أن فاز في الانتخابات الرئاسية الّتي أجريت في مارس 2007 وتولّى رئاسة موريتانيا في 19 أفريل من نفس العام، وتعتبر الفترة الّتي حكم فيها ربيع الحريات والديمقراطية. لكنّه أطيح به إثر انقلاب عسكري تزعّمَه الجنرال محمد ولد عبد العزيز في 6 أوت 2008 بسبب عزله لقادة الجيش، بسبب التدخل في السياسة. قاوم ولد الشيخ الانقلاب ولم يرض بالأمر الواقع، متحمّلاً السجن ثمّ الإقامة الجبرية، وساندته مجموعة أحزاب سمَّت نفسها ''الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية'' في العمل على إفشال الانقلاب. لكنّه فشل في تحقيق هذا الهدف والبقاء في السلطة حتّى نهاية فترة رئاسته، وتوصّل إلى اتفاق في العاصمة السنغالية داكار سمح له بإعلان استقالته، في إشارة إلى استمرار شرعيته خلال أشهر الانقلاب. وفي 27 جوان 2009 ألقى ولد الشيخ عبد الله خطابًا أعلن خلاله تخلِّيه الطوعي عن السلطة، بعد أن وقّع على مراسيم إقالة رئيس الوزراء يحيى ولد أحمد الوقف وحكومته، وتكليف آخر بدلاً منه يحظى بدعم العسكر، وهو مولاي ولد محمد الأغظف.