بثت مواقع مقربة من تنظيم القاعدة، وبشكل واسع، كتابا لمن وصفته بالشيخ "أبو طلحة الشنقيطي"، يحمل عنوان "التِّبْيَان في وُجُوبِ قِتَالِ جَيْشِ مُورِيتَان". وبحسب قائمين على مقاهي انترنيت في العاصمة نواكشوط، فقد شهد الكتاب، الذي ضم 11 فصلا في 201 صفحة من الحجم المتوسط، إقبال بعض الشباب على تنزيل نسخ منه، خاصة وانه يتناول النشيد الوطني، الذي يقول المؤلف في الصفحات الأولى للكتاب، إنه يتحدث عن محاولة "العلمانيين" تغيير المنهج الديني في البلد، على حد وصف المؤلف. ويقول أبو طلحة، في الكتاب الجديد، "إن الصراع بين المجاهدين والحكومات المرتدة التي تحكم بلاد الإسلام أصبح اليوم حقيقة واقعة لا يمكن تجاهلها".. مضيفا أن من وصفهم بالمجاهدين "لم يكونوا ليخوضوا صراعا مع هذه الأنظمة دون أن تكون لهم مستندات ومسوغات شرعية من الكتاب والسنة يعتمدون عليها، وهذه المسوغات بفضل الله لم تعد تخفى على كثير من الناس". وأكد الكتاب، الذي صدر بالتزامن مع مواجهات بين الجيش الموريتاني ومسلحي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، شمال مالي، على أنه "بالنسبة للمجاهدين هناك اليوم قضيتان بارزتان تشكلان مفتاح الصراع مع هذه الأنظمة وهي: موالاة الكفار.. وقضية الحكم بغير ما أنزل الله"، حيث تم تناول القضيتين بالتفصيل إضافة إلى قضايا أخرى. ويؤكد المتابعون لشؤون الإرهاب في موريتانيا سعي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إلى إقناع الشباب الموريتاني بالانخراط في صفوفه، مشيرين إلى أن التنظيم استقطب العشرات منهم خلال السنوات المنصرمة. ويقول الخبراء إن الفترة الأخيرة شهدت عزوف ملحوظا للشباب الموريتاني عن التوجه إلى المعسكرات التدريب المنتشرة شمال مالي وجنوب الجزائر، بعد العمليات الأخيرة التي قام بها الجيش الموريتاني ضد مسلحي التنظيم، والحوار مع شباب معتقلين في نواكشوط، الذي أفضى إلى توبة معظمهم واستفادتهم من عفو رئاسي، بالإضافة إلى توبة خمسة شبان ألقوا السلاح طوعا وعادوا إلى بلادهم نابذين العنف وفكر التطرف". وأشار الخبراء إلى أن حرص بعض الشباب على الإطلاع على نسخ الكتاب الجديد، يندرج في إطار الفضول وحب الإطلاع، وأن الظاهرة صحية، وستمكن الشباب من معرفة مواقع الخلل ومكامن الخطورة في الفكر الذي يدعو إلى قتال جيش يعد الركيزة الأساسية لاستقرار وتنمية البلد.