دعت ثلة من الشخصيات الدولية، اليوم السبت بطنجة، إلى إشراك أكبر للمنظمات الإقليمية في تدبير الأزمات من أجل تثبيت السلم والأمن في العالم. وأوضح المشاركون في ندوة تندرج في اطار منتدى (ميدايز 2010 )، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن المنظمات الدولية والإقليمية على وجه الخصوص مدعوة للعب دور أكبر في تثبيت السلم والأمن من خلال تبني منظومة للإنذار المبكر لمنع نشوب النزاعات. وفي هذا السياق، أشار السيد مختار وان، وزير الشؤون الخارجية والتعاون المالي، في كلمة خلال ندوة حول ""حل الأزمات وتفادي النزاعات والأمن الشامل .. كيفية تعزيز المؤسسات الإقليمية?" إلى أن "العالم أصبح أكثر عرضة للتوترات بسبب تعدد مصادر التهديد"، مشيرا إلى أن العديد من الدول بالقارة الإفريقية على الخصوص تفتقد إلى الدعم المالي واللوجيستي والمواكبة من أجل منع الصراع وتسوية النزاعات. من جانبه قال غوران لينميكر، رئيس معهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام، إن مصادر التوتر في العالم تنتج في العديد من الأحيان عن ضعف بنية الدولة المترتب عن استشراء الفقر والفساد، مشيرا إلى أن الفساد يختلف من حيث درجة تأثيره بين "فساد أفراد" و"فساد منظم" تلعب فيه شركات كبرى ومجموعات منظمة دورا سلبيا يساهم في إضعاف الدولة وبالتالي خلق مناخ من التوتر في المنطقة ككل. كما نبه لينميكر إلى وجود عوامل توتر إضافية من قبيل "الاتجار بالأسلحة والبشر وتهريب المخدرات والتي لا تمس فقط بسيادة الدولة وإنما باستقرارها أيضا"، مشيرا إلى أن "التغيرات المناخية قد تصبح بدورها من عوامل التوتر وزعزعة الاستقرار في المستقبل". من جهته، أكد وزير الشؤون الخارجية الجورجي غريغول فاشادزي على "ضرورة تكثيف التعاون الدولي من أجل تثبيت الأمن والسلام من خلال تواصل أفضل وتشاطر أكبر للمعلومات ووضع أرضية أهداف مشتركة بين الشمال والجنوب حول كيفية التعاطي مع التهديدات". وتتواصل أشغال منتدى ميدايز بمناقشة باقي المحاور المتعلقة ب'"الحكامة وحقوق الإنسان والإصلاحات المؤسساتية" و"الأسواق النامية .. كيفية تعميق أسس النمو". ويقوم منتدى (ميدايز)، الذي ينظم هذه الدورة تحت شعار "الجنوب بين الأزمات والانبثاق"، للسنة الثالثة على التوالي بتنظيم أعمال (ميدايز) التي ستخصص لتحليل الاقتصاد وخلق فرص الأعمال بالنسبة للشمال والجنوب.