اتخذت وزارة الاتصال المغربية اليوم الجمعة، قرارا يقضي بسحب بطاقة الاعتماد من مراسل جريدة "أ ب ث" الإسبانية المعتمد بالربط، لويس دي فيغا. وصدر القرار بحق الصحافي المذكور بالنظر إلى السلوك الصحافي غير المهني الذي دأب على نهجه، سواء فيما يتعلق بتغطيته للأحداث الأخيرة التي كانت مدينة العيون مسرحا لها وكذا لأسلوب تعاطيه المنحاز والمسيء للمغرب في المراسلات الأخرى التي يوافي بها المطبوعة التي يعمل بها. ويأتي الإجراء في حق الصحافي في سياق الأزمة القائمة بين المغرب والصحافة الإسبانية التي تجلت أخيرا في صورة عداء غير مسبوق للمغرب وذلك بالتشكيك والتغاضي عن كل البيانات التي قدمها بشأن أحداث الشغب في العيون، فقد اتفقت أغلب وسائل الإعلام الإسبانية في تنسيق مثير للدهشة على تحميل السلطات المغربية مسؤولية اندلاع الأحداث في مخيم المحتجين واتهمتها صراحة بقتل عشرات الصحراويين المحتجين،علما، ووفق تقارير مستقلة، بأن عدد الضحايا مرتفع في صفوف القوات المغربية التي تدخلت مستعملا وسائل سلمية، لدرجة امتناعها عن حق الدفاع عن النفس أمام الاعتداءات العنيفة التي تعرضت إليها، بالسلاح الأبيض وبالزجاجات الحارقة وبغيرها من أدوات الاعتداء والتخريب. وكان وزير الخارجية المغربي، قد سافر قبل أسبوعين إلى مدريد وعرض أمام السلطات الإسبانية مشكل السلوك غير المهني الذي تتخذه صحافة بلادهم حيال المغرب. وذكر الوزير المغربي في ندوة صحافية، بحضور وزير ة الخارجية الإسبانية، ترينيداد خيمينيث، أمثلة بالاسم لتلك التجاوزات المسيئة لأخلاقيات مهنة الصحافة من جهة والتي من شأنها أن تلحق ضررا فادحا بالعلاقات الثنائية بين البلدين وإدامة أجواء التوتر بينهما طالبا منها التقيد بالموضوعية والتزام الحياد فقط. وكان يفترض، أمام تنبيهات المغرب، أن تراجع المنابر الإعلامية الإسبانية خطها التحريري وتعدل موقفها من المغرب. وعلى العكس من ذلك، فقد وجدت في أحداث الشغب بمدينة العيون، فرصة أخرى للإمعان بشكل متعمد والسير على نفس النهج الذي استنكره المغرب خاصة وقد لاحظ أن الصحافيين الأسبان تخلوا عن واجب الإخبار الموضوعي بنقل الحقائق كما هي ولزوم التحري وجمع المعطيات والابتعاد عن إصدار الأحكام، بل على العكس من ذلك تصرفوا كناشطين سياسيين مناصرين لخصوم المغرب من الانفصاليين، مرددين أقوالهم لدرجة إن البعض منهم قام بمحاولات تسلل في لباس متنكرة إلى مخيم "العيون" كما دخل فريق من إذاعة "كادينا سير" إلى المدينة نفسها منتحلا هوية سياح وأقاموا محطة بث سرية مباشرة مع إذاعتهم في مدريد لموافاتها بتقارير حية من الميدان دون إشعار السلطات المغربية بذلك. وبعد رصدهم، قامت السلطات بترحيلهم صباح يومه الجمعة إلى بلادهم، وعاملتهم بالحسنى تطبيقا للقانون الجاري به العمل. وبرأي مصادر مغربية فإن السلطات اضطرت إلى اتخاذ عدد من الإجراءات الصارمة في حق بعض المنابر الأجنبية بعدما عيل صبرها ولاحظت تماديا في سلوك عدائي من قبل تلك الصحافة.