تم الضغط على الكاتب العام لمنظمة «مراسلون بلا حدود» في اسبانيا رافائيل خيمينيز كلاودين، للدفاع عن المراسلين الاسبان، المعتمدين في المغرب، بحجة أنهم يتعرضون للتحرش والمضايقة من طرف السلطات المغربية، ومن طرف الصحافة الرسمية. ووصف الكاتب العام المذكور، جرائد «الاتحاد الاشتراكي» و«العلم» و«المساء» بأنها صحف «رسمية» و«منغلقة». واعتبر أن النقد الذي وجهته هذه الصحف لمراسل «البايس»، إيغناسيو سيمبريرو، الذي سرب وحرف تقرير وفد البرلمان الأوروبي، حول الصحراء، بأنه يدخل في إطار هذه المضايقة. وربط بين هذا وبين امتناع وزارة الاتصال عن تجديد اعتماد المصور الاسباني، رفائيل مارشانتي، الذي تم في النهاية التوصل الى تسوية معه، بعد التزام وكالة رويترز باحترامه لأخلاقيات المهنة. ونشرت عدد من الصحف الاسبانية ومواقع الكترونية أن الكاتب العام لمنظمة «مراسلون بلا حدود» في اسبانيا عبر عن دعمه للمراسلين الصحافيين الاسبان، العاملين في المغرب، تجاه «الحملة المغربية ضدهم»! وهذه أول مرة يتحرك فيها هذا الكاتب العام، الذي لم يحرك أبدا أي ساكن في كل ما يتعرض له المراسلون المغاربة، من طرف السلطات الاستعمارية الاسبانية في سبتة ومليلية! ويبدو مما نشر في هذه الصحف والمواقع أن محرك هذا «التضامن» هو سيمبريرو، الذي يريد أن يصور النقد الذي وجه له، من طرف الصحافة المغربية على أنه «تضييق رسمي» عليه وعلى المراسلين الآخرين. وباستثناء حادثة مصور رويترز، رفائيل مارشانتي، لم يحصل أي شيء سواء من طرف السلطات المغربية أو من طرف الصحافة المغربية، ضد هؤلاء المراسلين الاسبان. لذلك فإن سيمبريرو يحاول جر الكل معه، وكأن انتقاده يعني حملة تضييق ضد كل المراسلين. وتجدر الإشارة الى أن الهدف الذي كان يسعى إليه، رفقة زميلة، لويس دي فيغا، مراسل الصحيفة اليمينية الاسبانية «أ.ب.س»، هو توتير العلاقات بين المغرب واسبانيا. ويتم الضغط على السلطات الاسبانية، عبر وزارة الخارجية قي مدريد، سواء عبر مراسلات أو عبر ما يكتب في الصحف، للادعاء أن الصحافيين الاسبان يتعرضون للضغط والقمع في المغرب. وتجد السفارة الاسبانية في الرباط، نفسها باستمرار، أمام هذا الضغط، من طرف سيمبريرو وفيغا، اللذين لا يشتغلان فقط بالصحافة. ويستغل اليمين الاسباني كل هذه القضايا، في إطار معارضة الحكومة الاشتراكية ببلده، متهما إياها بنهج سياسة المهادنة مع «الدولة العلوية» كما يحلو لهم أن يسموها.