وقعت خلال الأشهر الأخيرة أحداث مهمة أدت إلى إحساسنا كمراسلين إسبان معتمدين في المغرب، لأول مرة في السنوات الأخيرة، بسلب حريتنا من أجل العمل في المغرب. ونظرا إلى الأهمية التي تعلقها الحكومة الإسبانية على علاقاتها مع المغرب، الذي يعتبر البلد المفضل لدبلوماسيتنا، فنحن مضطرون إلى أن نحيطكم علما بالقيود التي نعانيها، والمخالفة علنا لكل الاتفاقيات الدولية التي تحمي حقا من الحقوق الأساسية كما هو الحال بالنسبة إلى حق الوصول إلى المعلومة. تمكنت الحكومة بعد الانتخابات العامة الأخيرة، التي أجريت في شهر شتنبر الماضي، من تشكيل ائتلاف من الأحزاب المغربية بقيادة حزب الاستقلال. ومنذ ذلك الحين، وبعد مضي ستة أشهر، أخذت ظروف عمل المراسلين الصحافيين المعتمدين بالمغرب تتدهور على نحو مستمر. أولا، كانت هناك تحذيرات شفوية تتعلق بمضمون ومحتوى عملنا الصحافي، استنادا إلى تقييمات ذاتية تماما من المسؤولين في وزارة الاتصال، وهي التحذيرات التي وصلت حد الإكراه والتهديد: لقد تم تحذيرنا شفويا من أن كتابة أي أخبار من شأنها أن تعتبر غير مناسبة من قبل المغرب ستؤدي إلى طرد كاتبها من التراب المغربي. وأخيرا، مع حلول سنة 2008، تدهور الوضع بشكل أفظع، حيث توقف العمل بتجديد بطائق الاعتماد السنوي للمراسلين الصحافيين المعتمدين بالمغرب، والتي كانت حتى ذلك الحين مجرد إجراء روتيني، كما قامت وزارة الاتصال بتشديد شروط منحها لتصاريح العمل الصحفي.وإلى حدود اليوم، فإن مختلف وسائل الإعلام ومراسلي وسائل الإعلام الإسبان بالمغرب لازالوا محرومين من تصاريح الصحافة دون تقديم السلطات المغربية أي تفسير يذكر. أكثر من ذلك، حدثت أمور مهينة بشكل أكبر لمجموعة من الصحفيين الإسبان المعتمدين بالمغرب. فخلال عطلة رأس السنة الميلادية الماضية، تعرض مراسل القناة الكاتالانية التلفزية الثالثة لسرقه منزله، حيث استولى المهاجمون فقط على أجهزة الكمبيوتر والمعلومات المكتوبة، دون أخذ المال أو سرقة الأشياء الثمينة. لقد كانت الملابسات والظروف غير العادية للسرقة واضحة منذ البداية، وتبين أن الأمر لا يتعلق بسرقة عادية. وإلى حدود اليوم، فإن السلطات المغربية لم تقدم أية معلومات وافية عن هذا الاعتداء الذي زاد من إحساس الصحافيين الإسبان بالمغرب بانعدام الأمن. إن بعض وسائل الضغط أدت، بشكل مباشر، إلى جعل عمل المراسلين الإسبان بالمغرب مستحيلا، فمنذ شهر يناير الماضي حرمت ثلاث قنوات تلفزية إسبانية، والتي لكل منها مكتب دائم في المغرب، (التلفزة الإسبانية العمومية، والقناة الثالثة، وقناة سور)، من تصاريح الإرسال التي كانت دائما تتوفر عليها منذ سنة 2004. كما أن الشركة الإسبانية المسؤولة عن إرسال الصور والتغطيات الإخبارية إلى محرري الأخبار بإسبانيا غاصت في متاهات قانونية لا منفذ منها لمنع تشغيلها، وهي حاليا غير قادرة على ممارسة مهامها الأمر الذي يحول دون وصول عمل المراسلين المعتمدين بالمغرب إلى المشاهدين في إسبانيا. الغريب هو أن قنوات أجنبية أخرى حصلت على تراخيص لنقل أخبارها دون أن تعرقلها أية مشاكل كبيرة، مما يوحي لنا بأن الأمر يتعلق بهجوم ضد وسائل الإعلام الإسبانية دون غيرها. آخر حادثة من هذا النوع من انتهاك الحقوق هو رفض منح رخصة الصحافة لمراسلة قناة راديو «كوبي» ومواجهة مراسلة راديو «سير» ويومية «لافانغوارديا» لخطر طردها من المغرب، ويكمن السبب في ذلك في أن كليهما، وضمن أدائهما لعملهما المهني، شارك في نشاط من أنشطة جمعية الشعب الصحراوي لبالما دي مايوركا، الذي عقد في مدينة مايوركا، أي خارج التراب المغربي. إنه السبب الذي يضع حدا للعمل بشكل عادي بالمغرب. إن التهديدات المتواصلة التي تستهدفنا تمنعنا من العمل ولو بالحد من الاستقلالية المطلوبة. كما أنه لا يمكن أن نضمن نشر خبر أو معلومة حقيقية دون أن نعرض وضعنا الشخصي للخطر. يعتبر المغرب مفتاحا أساسيا بالنسبة إلى المصالح الإسبانية المغربية المشتركة، من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية، وتبادل القضايا الحساسة، ابتداء من الهجرة إلى الإرهاب، وهي المواضيع التي لا يمكن التعامل معها من قبل أي صحفي تحت ضغط التهديد والابتزاز. ختاما، نشير إلى أن كل الجهود الدبلوماسية المبذولة من طرف سفارة إسبانيا بالمغرب باءت بالفشل الكامل. فالحكومة المغربية الحالية لم تطبق التزاماتها مع السفير، كما أن رفض المغرب فتح أية مفاوضات في هذا الشأن عبر القنوات الدبلوماسية يحول دون الدخول في أي تفاوض معقول للخروج من هذا الصراع. وننهي هذه الرسالة بإحاطتكم علما بهذا الوضع، الذي يحدث مع بلد صديق والذي تدعم اسبانيا مسلسل اندماجه في مختلف الهياكل الأوربية. نعتقد أنه يجب أن تتوافق هذه الإرادة مع تطبيق القوانين المقبولة عموما في العالم المتحضر كما هو الشأن في احترام حرية الإعلام وعمل الصحفيين. الصحافيون الإسبان الموقعون على هذه الرسالة لوسي دي فيغا، مراسل (أ.ب.س) كالالا فيبلا، مراسلة جريدة «لافانغوارديا» وراديو «سير» جوان ميرسيد، التلفزة الإسبانية العمومية فيرناندو دورادو، خورخي بوليفار التلفزة العمومية ميغيل انخيل خيمينيث مراسل القناة التلفزية كنال سور فيرجيليو مورينو القناة التلفزية الإسبانية «كانال سور» بياتريس ميسا، مراسلة إذاعة «كوبي» إيلينا غارسيا،مراسلة إذاعة «أوندا ثيرو» رافائيل مارسانطي، مراسل وكالة رويترز للأنباء روبن غارسيا