دعا «المنتدى الاقتصادي العالمي» دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى تجاوز عجزها على مستوى البنية التحتية إذا كانت ترغب في تعزيز قدرتها التنافسية واستقطاب الاستثمار الأجنبي الذي هي في حاجة كبيرة إليه. وخلال مناقشات دارت في إطار المنتدى الذي افتتح أعماله في مراكش الثلاثاء واختتمها أمس بحضور ألف مشارك من 62 دولة وتحت شعار «الأهداف والقدرات والازدهار»، قال شمشاد أختار، نائب الرئيس الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في البنك الدولي، ان عجز البنية التحتية في المنطقة مستمر على رغم التطورات العديدة التي طرأت خلال العقد الأخير. ونقلت بيانات صحافية عنه قوله: «تراوح حاجات المنطقة من البنية التحتية ما بين 75 ومئة بليون دولار سنوياً خلال السنوات الخمس المقبلة، بعد الاستثمار الضعيف الذي عرفته في منتصف عام 2009 عند ستة بلايين دولار». وشدد كارلوس غصن، رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لتحالف «رينو - نيسان» الرئيس المشارك للمنتدى، على ان «البنية التحتية عامل ضروري على رغم كونه غير كافٍ لاستقطاب المستثمرين». ولفت كريم غلاب، وزير النقل والتجهيز المغربي، إلى «ارتفاع حجم الاستثمار في الهياكل الأساسية للنقل أربعة أضعاف في المغرب خلال العقد الأخير»، وكشف عن إنفاق يصل إلى 11 بليون يورو ما بين عامي 2008 و2012. وأضاف ان البنية التحتية لا تتمثل فقط في صب الإسمنت وإنما تحتاج، خصوصاً على صعيد البنية التحتية العالية الأداء، إلى عمليات ذات مستوى عالمي. ووافقه الرأي عبدالمالك الجابر، عضو مجلس الإدارة لشركة «أسترا هولدينغ القابضة» الأردنية، منبهاً إلى أهمية تطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذي يمثل 14 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للأردن. وأكد خوسيه فرنانديز، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية المكلف الشؤون الاقتصادية والطاقة، الحاجة إلى تعاون القطاعين الخاص والعام في هذا المجال. وأشار خالد عبدالله جناحي، الرئيس الفخري ل «فيجن 3» الإماراتية، إلى «تقدم ملحوظ في تحسين البنية التحتية خلال العقد الأخير، لكن، هناك كثير مما لا يزال يجب عمله». وقالت أندريا كانينو، رئيسة مجلس التعاون الاقتصادي في فرنسا: «بدل التركيز على التحديات وحالات الفشل، علينا تسليط الضوء على المشاريع الرائدة التي حققت نجاحاً». وأشار صلاح الدين ميزوار، وزير الاقتصاد والمال بالمغرب، إلى حاجة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لوضع ذاتها على الخريطة الاقتصادية العالمية ككتلة إقليمية متكاملة. وقال: «مما يزيد من أهمية المنطقة هو موقعها الرائع، فهي تعمل كجسر بين الاقتصاديات الآسيوية النشطة، وفرص الشراكة الأوروبية - المتوسطية وإمكانات أفريقيا الكبيرة للتنمية». وقالت لبنى العُليان، نائب الرئيس المديرة التنفيذية ل «شركة عُليان المالية» السعودية، ان «قلب أي مجتمع مزدهر هو الطبقة المتوسطة المزدهرة». وأشار ديفيد روبنشتاين، الشريك المؤسس الرئيس التنفيذي ل مجموعة «كارلايل» الأميركية إلى فرص الاستثمار الهائلة المتوافرة في المنطقة، قائلاً: «يجذب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا رؤوس الأموال من كل أنحاء العالم بسبب زيادة نسبة الشباب في سكانها ومواردها الطبيعية وأهميتها الجغرافية». وعبّر كلاوس شواب، المؤسس الرئيس التنفيذي للمنتدى، عن ثقته في قدرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على تجاوز ضغوط الاقتصاد العالمي السريع التغير، قائلاً: «أنا شديد الثقة بأن المواهب والقيم المعمول بها ستجعل هذه المنطقة صالحة للواقع الجديد الذي سيجب علينا مواجهته في العالم».