سلم المعهد الوطني الفرنسي للانتاج السمعي البصري الثلاثاء لمؤسسة الاذاعة والتلفزيون التونسية وثائق ارشيف سمعية بصرية تتمثل بالخصوص في صور تعود الى فترة ما قبل استقلال تونس عن فرنسا في 1956، على ما اعلن المعهد الفرنسي. وخلال تظاهرة "الايام السمعية البصرية" التي تنظمها السفارة الفرنسية بتونس على هامش الدورة 23 لايام قرطاج السينمائية، وقعت اتفاقية "تتعلق باسترجاع تونس لجزء من ارشيف تاريخي حول تونس" يتمثل في نسخة من تسجيلات تغطي المدة من 1942 الى 1956 وتشمل احداثا شهدتها تونس "في شكل أخبار مصورة ومسموعة"، حسب وكالة الانباء التونسية الحكومية. ووقع الاتفاقية محمد فهري شلبي الرئيس المدير العام لمؤسسة التلفزة التونسية وماتيو غالي رئيس المعهد الوطني للسمعي البصري بفرنسا. وتشمل هذه الوثائق خصوصا صورا لجنازة باي تونس (تموز/يوليو 1942) وعودة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة (3 حزيران/يونيو 1955) الى تونس ليصبح لاحقا اول رئيس لتونس المستقلة. واعرب فهري شلبي لدى توقيع هذه الاتفاقية الثانية من نوعها، عن الامل في ان تغذي هذه الوثائق الجديدة قريبا برامج القناة الوطنية التونسية "تونس 7". ويشمل برنامج التعاون مع المعهد الفرنسي مشروع تدريب تهم الحفاظ على الوثائق والتدريب على المهن السمعية البصرية وعلى المجال الرقمي. واعرب وزير الثقافة الفرنسي فردريك ميتران الموجود بتونس لمناسبة هذه التظاهرة التي تنتهي الاربعاء، عن ارتياحه لتمكين تونس من استرجاع "جزء مهم من ذاكرتها" معربا عن دعمه لتدريب شبان تونسيين في فرنسا. وقال ميتران عن التظاهرة التي جمعت منذ الاثنين مهنيين تونسيين وفرنسيين ان هذه الايام تندرج في اطار "استراتيجية شاملة للحوار بين شمال المتوسط وجنوبه خصوصا في ما يخص تنمية المجال الرقمي". من جهة اخرى كرمت وزارة الثقافة الفرنسية الثلاثاء ستة مبدعين تونسيين في مجالات ثقافية مختلفة من بينهم ليلى السبعي، رئيسة المجلس الدولي للمتاحف "اعترافا لهم بمجهوداتهم الجبارة في المشهد الثقافي في تونس". وقال ميتران خلال حفل اقيم في مقر اقامة السفير الفرنسي بالمناسبة ان المحتفى بهم "ساهم كل واحد منهم من موقعه في مد جسور التعاون الثقافي بين ضفتي المتوسط الذي لا تدخر فرنسا جهدا لدعمه". ومنحت وزارة الثقافة الفرنسية الباحثة والخبيرة في علم الاثار ليلى السبعي وسام الاستحقاق الثقافي في مجال الفنون والاداب". وتشرف السبعي على معرض حول "شاب بيرصا" الذي يحتضنه متحف قرطاج في الضاحية الشمالية للعاصمة تونس منذ 15 من تشرين الاول/اكتوبرالماضي. واعيد هذا الشاب الذي أبصر النور قبل أكثر من 2500 عام في قرطاج القديمة، نتيجة لتعاون علمي فرنسي تونسي مثمر أعاد تشكيل ملامحه الانسانية بنسبة 95% تقريبا. كما تم تكريم الكاتبة درة بوزيد اول صحافية في تونس تصدر مجلة حول المراة مطلع النصف الاول من القرن الماضي، والمصور جلال كستيلي والكاتبة والمصورة ماريان كتزراس والفنانتين التشكيليتين مريم بودربالة وفريال لخضر.