استعرض رئيس الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا) ، السيد أحمد غزالي ،أمس الثلاثاء بالعاصمة التونسية، تجربة المغرب في مجال التعليم والتربية والتكوين بواسطة التلفزيون والخدمات التي توفرها الوسائل السمعية البصرية الجديدة ،بالإضافة إلى الدور الذي تضطلع به الهيئة في ضبط أداء الفضاء السمعي البصري. وتناول السيد غزالي في مستهل مداخلته أما المشاركين في ندوة أورو-متوسطية،نظمت حول موضوع (التلفزيون والتربية.. المعرفة رهان يهم الجميع)، مفهوم التكوين بواسطة التلفزة الكلاسيكية وأيضا من خلال الخدمات السمعية البصرية الجديدة وفي مقدمتها الأنترنت، كوسيلة لتمكين جمهور الشباب الناشئ من المدارك والمعلومات من خلال تعامله مع هذه الخدمات. وأضاف أمام هذا اللقاء، الذي نظم تحت رعاية المجلس الثقافي للاتحاد من أجل المتوسط ، بتعاون مع قناة فرنسا الدولية ومؤسسة (فرانس تلفزيون) واتحاد إذاعات الدول العربية،أن تطور مفهوم التعليم والتكوين ، أصبح يقتضي العمل على جعل الجمهور الناشئ يستوعب أسلوب استعمال هذه الخدمات السمعية البصرية الجديدة من أجل توسيع وإثراء مداركه والاستفادة مما توفره الشبكة العنكبوتية من معلومات ومعارف، وكذا من البرامج السمعية البصرية المعدة سلفا من قبل المؤسسات المتخصصة والمؤهلة لذلك . وتطرق المسؤول المغربي في عرضه أمام هذه الندوة التي شارك فيها مسؤولون وخبراء في مجال الاتصال والتلفزة التربوية والوسائط الإعلامية الجديدة من عدة دول متوسطية، إلى تجربة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ،من خلال القناة الرابعة، التي قال إنها أنشئت للقيام بمهمة التكوين والترفيه والتثقيف في المجال السمعي البصري الوطني. وأوضح أن هذه القناة استطاعت التأقلم مع المعطيات والتقنيات الجديدة لوسائل الاتصال السمعية البصرية ،وأصبحت تقدم للجمهور "رؤية مواطنة حديثة" للتربية والتعليم والتكوين من خلال ما تبثه من برامج تربوية ،خاصة في ما يتعلق بالدعم المدرسي ومحو الأمية والتكوين المهني وبناء الشخصية ودعم القدرة على التفكير والتحليل. وأبرز السيد غزالي أن تطور مفهوم التربية والتعليم ،في ضوء التطور السريع الذي يعرفه مجال التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال، جعل من الضروري العمل على حماية الجمهور الناشئ من المضامين السلبية لهذه الخدمات السمعية البصرية الجديدة ، خاصة تلك التي توفرها الانترنت ، معتبرا أن الأمر يتعلق بمسؤولية مشتركة تتطلب إيجاد إستراتيجية شمولية قائمة على التشاور وتنسيق جهود كافة المتدخلين ، مع الأخذ في الاعتبار الرهانات التربوية والاجتماعية والاقتصادية. من جهة أخرى تناول السيد غزالي في عرضه تجربة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، خاصة ما يتعلق بالدور الذي تقوم به في ضبط المجال السمعي البصري والمساهمة في اتجاه تمكين المغرب من الاستعمال الأمثل لهذه الوسائل الجديدة لفائدة الشباب والجهور بصفة عامة. وأشار أيضا إلى الدور الاستشاري الذي تضطلع به الهاكا بحكم اختصاصها ،حيث أنها مخولة بتقديم آراء استشارية وتوصيات للحكومة، ولمؤسسات الدولة بصفة عامة، في المجالات المرتبطة بميدان عملها بأبعاده الاقتصادية والتقنية والمالية المتصلة بالمجال السمعي البصري، وبذلك فالهاكا ، يضيف السيد غزالي ، مؤهلة لتوفير منظور مغربي وطني فيما يتعلق بالمجال السمعي البصري ، فضلا عن المراقبة البعدية التي تقوم بها الهيئة لضمان تنفيذ القانون والالتزام بدفاتر التحملات بالنسبة للمتعهدين العاملين في هذا المجال.