أكد رئيس الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري السيد أحمد الغزالي، اليوم الخميس بإسطنبول، أن وسائل الإعلام السمعية البصرية لا تبرز بالشكل الكافي الأدوار الجديدة للمرأة بالمغرب، البلد الذي يشهد حركية بفضل الإرادة السياسية القوية لإدراج قضية المرأة في مسلسله التنموي. وقال السيد الغزالي، الذي كان يتحدث أمام الدورة ال12 للجمعية العمومية لرؤساء الشبكة المتوسطية لهيئات التقنين، إن وسائل الإعلام السمعية البصرية تواصل ترسيخ التصورات النمطية والمهينة حول المرأة المغربية، مساهمة بالتالي في الحفاظ على الفجوة الموجودة بين القيمة الحقيقية للمرأة المغربية والصورة التي تقدم بها . واعتبر السيد الغزالي أن حضور المرأة وصورتها يظل ، نتيجة لذلك، في قلب الاختلالات الوظيفية التي يشهدها القطاع السمعي البصري، من خلال تثبيت الكليشيهات المهينة والصور النمطية عن المرأة المغربية، مؤكدا على "الانقسام" القائم بين الإرادة السياسية وواقع حضور المرأة وتمثيليتها في الوسائل السمعية البصرية. وكشفت إحصائيات قدمت بهذه المناسبة، أن المرأة لا تمثل سوى 11 بالمائة من مجموع التدخلات السياسية في وسائل الإعلام السمعية البصرية المغربية، وهي الحصة التي ما فتئت تتراجع، حيث انتقلت من 8ر12 بالمئة سنة 2007 إلى 65ر7 فقط سنة 2010. ووعيا منها بأهمية الدور الذي تظطلع به وسائل الإعلام السمعية البصرية على مستوى المخيلة الجماعية، جعلت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري من قضية المرأة إحدى أهم انشغالاتها وتيمة هامة تناقشها في إطار علاقتها مع الفاعلين في مجال الاتصال السمعي البصري. وأكد السيد الغزالي على الانخراط القوي للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري من أجل المساهمة في تحسين صورة المرأة في وسائل الإعلام السمعية البصرية، مشيرا في هذا الصدد إلى إحداث وحدة عمل ومجموعة عمل تسهران على رصد مدى حضور وصورة المرأة في وسائل الإعلام هاته. وعلاوة على هذه الآليات التي تتكفل بقضية صورة المرأة بالداخل، أشار السيد الغزالي إلى التدابير الأخرى التي تم اتخاذها على مستوى الخارج، في إشارة إلى المراقبة التي تقوم بها (الهاكا)، ومساهمتها الفعالة في إعداد الميثاق الوطني لتحسين صورة المرأة في وسائل الإعلام، وإشراكها في برنامج مأسسة المساواة بين الجنسين، الذي أعدته وزارة الاتصال سنة 2006 بتعاون مع صندوق دعم المساواة بين الجنسين التابع للوكالة الكندية للتنمية الدولية. وقد افتتحت الدورة ال12 للجمعية العمومية للشبكة المتوسطية لهيئات التقنين أشغالها اليوم الخميس بإسطنبول، بمشاركة وفد مغربي يمثل (الهاكا). ويضم الوفد المغربي، الذي يقوده السيد الغزالي، السيدة نعيمة المشرقي وإلياس العمري عضوا الهيئة، والسيدان لحسن بوقنطار وسمير مجدوب على التوالي مستشار ومدير ديوان الرئيس. وتهدف الشبكة المتوسطية لهيئات التقنين، التي أحدثت سنة 1997، بمبادرة من المجلس الأعلى السمعي البصري الفرنسي والمجلس السمعي البصري الكاطالاني، إلى تعزيز الروابط الثقافية والتاريخية بين ضفتي الحوض المتوسطي، وتمكين هيئات التقنين المستقلة بالحوض، في سياق العولمة، من تحديد الرهانات والتحديات المشتركة التي تجابهها.