تحتضن مدينة وهرانالجزائرية في 28 و29 الشهر الجاري احتفالية لتكريم الفنان الراحل أحمد وهبي أحد رموز موسيقى الراي فيها، هذا ما أكدته المنسقة الإعلامية للتظاهرة أمينة دربال. انطلقت موسيقى الراي وتطورت في وهران على مرّ عقود من الزمن. ويعتبر وهبي أحد أهمّ مطربي الراي في الجزائر وساهم في تطوير هذا النمط الموسيقي والخروج به من محليته الضيقة نحو العالمية. وستعيش المدينة الواقعة في الشمال الغربي للعاصمة الجزائرية على إيقاعات موسيقى الراي التي ألفتها منذ زمن بعيد ولكن هذه المرة بشكل مغاير من خلال تكريم هو الأول من نوعه . وسيحتضن المسرح الجهوي فعاليات الحفلة الفنيّة الضخمة، في حضور أسماء فنية جزائرية معروفة، فضلاً عن عدد من الأسماء الفنية العربية والعالمية. ويؤدي الفنان نديم اغاني وهبي، وسيسجل ما يزيد عن 200 فنان حضوره في الحفلة التي تنتجها وتنظمها شركة «صالح رحوي للإنتاج الفني» وبرعاية مديرية القافية لمحافظة وهران، والديوان الوطني للثقافة والإعلام، ووزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي. وسبق للشركة أن نظمت العديد من الحفلات الفنية الخيرية في فرنسا التي يعود ريعها الى أطفال غزة. وسيتم تكريم عدد من أبطال مسلسل «ذاكرة الجسد» بمبادرة من المنظمين، ومن بين الفنانين السوريين الذين أكدوا حضورهم: زينة حلاق، ميادة درويش، آلاء عفاش... ولم يتأكد بعد مشاركة جمال سليمان وأمل بوشوشة . ولد أحمد وهبي في 18 تشرين الثاني (نوفمبر) 1921 بمرسيليا في جنوبفرنسا، لأب جزائري وأم فرنسية ذات أصول ايطالية. فقد أمه وهو ابن أربعة أشهر، نشأ وتربى في بيت جده في «المدينةالجديدة» بمدينة وهران، كان والده مغنياً ضمن مجموعة «أصحاب البارود»، وكانت بدايات اهتمام وهبي بالموسيقى ضمن صفوف «الكشافة الإسلامية الجزائرية» الذي تأسس في وهران في 1937، والتي كان عضواً فيها مع عدد من الفنانين، وعرف عنه إعجابه الكبير وحبه تقليد الموسيقي محمد عبدالوهاب ما دفعه الى اختيار اسم «وهبي» اسماً فنياً له نسبة إلى «عبد الوهاب» بدل «دريش» لقبه الأصلي. وفي عام 1942 شارك في الغناء مع الفرقة التي كان يقودها الفنان بلاوي الهواري بأغنية «ناداني قلبي» لعبدالوهاب، وبدأ يخط طريقه مع الغناء. قضى وهبي فترة عشر سنوات مغترباً في فرنسا. وفي العام 1950 سجل اسطوانته الأولى التي غنّى فيها أغنية «وهران وهران» التي خلدت اسمه وشهرته وهي أغنية يقص فيها تجربة والده مع الغربة، وهي الأغنية ذاتها التي أعاد غناءها الشاب خالد. في هذه الفترة لحّن أجمل أعماله على الإطلاق مثل «علاش تلوموني»، «يا طويل الرقبة»، «الغزال»... وبدأ اسمه يتكرس كعميد للأغنية الغربية (غرب الجزائر) التي تميزت بغناء نصوص شعراء ممزوجة بألحان من الموسيقى الشرقية. خلال حرب الاستقلال انتقل إلى تونس فشكل فرقة جبهة التحرير الوطنية التي كانت تقدم الأغاني الثورية والتراثية الجزائرية . وبعد الاستقلال، استقر أحمد وهبي في مدينة وهران فدرّس الموسيقى وقاد فرقة الإذاعة في المدينة مع الفنان بلاوي الهواري. ولم يبرح وهران آنذاك إلا مرتين: الأولى في الفترة بين عامي 1965 و1967 قاصداً فرنسا والثانية بين عامي 1969و1971 الى المغرب. واصل وهبي مسيرته في التأليف والغناء إلى أن أصيب بمرض ألزمه الفراش ووافته المنية في 29 تشرين الأول (أكتوبر) 1993 ودُفن في الجزائر العاصمة .