لم ينجح حزب الاستقلال الذي يتزعم الحكومة المغربية في استصدار موقف لصالح بلاده، من قادة الأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط، بخصوص نزاع الصحراء أو مدينتي سبتة ومليلية اللتين تحلهما إسبانيا في شمال البلاد. واستضاف الحزب على مدى يومي الجمعة والسبت، في مدينة مراكش، قياديين ومندوبين عن حوالي 70 حزبا ومنظمة تنتمي إلى الأممية الديمقراطية، أنهوا أشغالهم بإصدار توصيات ركزت في جانبها السياسي بالأساس على توجيه النقد إلى نظامي الحكم في كوبا وفنزيلا، فقد اتهمت في بيانها الختامي الأول بالتضييق على الحريات ورأت في الثاني أنه ينهج سياسية شعبوية. وكان لافتا في المؤتمر، حضور ممثلين عن الحزب الشعبي الإسباني المعارض، خاصة وأن رئيس الحزب، ماريانو راخوي قام الشهر الماضي بزيارة مدينة مليلية المحتلة ما أثار احتجاج عباس الفاسي رئيس الحكومة المغربية وأمين عام حزب الاستقلال، الذي راسل، راخوي، بصفته الحزبية واعتبارا للعلاقة التي تجمعهما في منظمة "الأممية الديمقراطية" إذ أن الحزب الشعبي الإسباني هو الذي أقنع عام 2004 نظيره المغربي بالالتحاق بصف أحزاب الوسط الديمقراطي، وهو انضمام رأى فيه الحزب تقاسما للأدوار الخارجية، مع حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المنخرط منذ مدة في الأممية الاشتراكية وحزب الاتحاد الدستوري المعارض الذي التحق بدوره بصفوف "ألأممية الليبرالية". وعلى هامش مؤتمر مراكش، عقد الفاسي بطلب منه، حسب المصادر الإسبانية، اجتماعا مع ممثلي الحزب الشعبي الإسباني، دام 40 دقيقة، حضره إلى جانب الفاسي وزير الشؤون العامة نزار بركة، الذي يجيد الحديث باللغة الإسبانية. وطبقا لما رشح عن الاجتماع، من الجانب الإسباني، لم يتم التطرق نهائيا إلى ملف الصحراء ولا إلى الخلاف المغربي الإسباني بشأن مدينتي سبتة ومليلية. واكتفت المباحثات بين الحزبين باستعراض المواقف بخصوص التعاون الاقتصادي والهجرة السرية والإرهاب والتطلع إلى المستقبل ضمن أفق علاقات التعاون بين البلدين الجارين. وساد الاجتماع جو ودي حسب تصريحات، خورخي موراغاس، مسؤول العلاقات الدولية في الحزب الشعبي، الذي أشار أيضا إلى أن الجانبين تجنبا مناقشة رسالة الفاسي إلى راخوي دون أن يستبعد إمكانية عقد لقاء قائدي الحزبين، غير أن الموعد لم يحدد بعد، مذكرا (موراغاس) بأن العلاقة بين القيادي الحزبي المغربي وراخوي تعود إلى الوقت الذي شغل فيه هذا الأخير وزارة الداخلية في حكومة خوصي ماريا أثنار، التي تركت السلطة عام 2004. ومما يدل على الأجواء المريحة التي سادت اجتماع ليلية الجمعة بين الحزبين أنه جرى الحديث عن كرة القدم والفرح الذي عم المغاربة الذين خرجوا إلى الشوارع بمناسبة فوز المنتخب الإسباني بكأس العام في جنوب أفريقيا حسب ما أوردته وكالة إيفي الإسبانية.