سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ورقة حول استضافة حزب الاستقلال لاجتماع قادة الأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط جعل الإنسان في صلب السياسات العمومية للارتقاء به وتنميته وضمان العيش الكريم
يستضيف حزب الاستقلال يومي الجمعة والسبت 8و9 أكتوبر الجاري بمراكش اجتكاع زعماء الأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط. وسيكون هذا الاجتماع مناسبة للمشاركين من رؤساء دول سابقين ورؤساء حكومات ورؤساء أحزاب سياسية وشخصيات سامية من 30 بلدا للتفكير جميعا في تحديات مابعد الأزمة. وسيكون في مقدمة الحاضرين السيد بيير فرناندو كاسيني رئيس الأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط وخورخي موراغاس منسق برئاسة الحزب الشعبي الإسباني المكلف بالعلاقات الخارجية والسيدة آنا باستور وزيرة سابقة في الصحة ونائبة رئيس البرلمان الإسباني والسيد ميكولاس وزير سابق في الشؤون الخارجية السلوفاكية والسيد لوكا فولونتي رئيس المجموعة الشعبية بالمجلس الأوروبي والسيد كنيت ولاك رئيس المعهد الوطني الديمقراطي بالويات المتحدةالأمريكية والسيد كارلوس فيغا وزير أول سباق بالرأس الأخضر وكارلوس ليونيل الطرابلسي مسؤول أرجنتيني والسيد محمد محمود ولد محمد لامين مسؤول موريتاني والسيد دافيد بكرادز رئيس البرلمان الجورجي والسيد فيتو بوسنيور نائب رئيس المجموعة البرلمانية للحزب الشعبي الأوروبي. وتجدر الإشارة إلى أن الأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط هي منظمة سياسية عالمية يتكتل فيها أكثر من 130 حزب من أحزاب الوسط يشتغلون في 80 دولة موزعة عبر مختلف أنحاء العالم. تأسست الأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط سنة 1961 بالتشيلي، وقد كانت تسمى آنذاك بالاتحاد العالمي الديمقراطي المسيحي ، وقد كانت تضم عند تأسيسها حوالي 20 حزبا ، ثم تطور هذا التنظيم فيما بعد وخضع قانونه التأسيسي لعدة تعديلات سمحت باستيعاب أحزاب الوسط الديمقراطي من مختلف بقاع العالم، على أساس تقاسم العديد من القيم والمبادئ التي يتبناها هذا التنظيم. وفي سنة 1991 تم تغيير اسم هذا الاتحاد ليتحول إلى الأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط. وتضم الأممية أربعة تنظيمات دولية ، وهي: الأممية الديمقراطية لأسيا والمحيط الهادئ ، والأممية الديمقراطية الإفريقية لأحزاب الوسط ، والحزب الشعبي الأوربي PPE الذي يضم مختلف أحزاب الوسط الديمقراطي بأوربا ويتوفر على الأغلبية داخل البرلملن الأوربي ، ثم الأممية الديمقراطية لأمريكا الاتينية ODCA. كما تضم الأممية تنظيما خاصا بالمرأة ، ومركز لحقوق الإنسان الذي يخوله الحضور في لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة ، وهو الموقع الذي يحضر فيه حزب الاستقلال بقوة للدفاع عن قضية وحدتنا الترابية ، ويندد فيه باسم الأممية الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة من قبل البولساريو ، ويدعو إلى فك الحصار عن المواطنين المحتجزين بمخيمات تندوف ، وآخر تدخل لحزب الاستقلال في هذا الإطار كان قبل أسبوع في إطار اجتماع لجنة حقوق الإنسان بجنيف. ومن القيم والمبادئ التي تدافع عنها الأممية، إقرار العدل والتضامن و تحقيق المساواة وضمان الكرامة الإنسانية وعدم التمييز بين البشر لأي سبب من الأسباب ، واحترام الحقوق الفردية والجماعية ، والاعتراف بالحق الاجتماعي للأفراد في الاندماج داخل مختلف الجماعات التي تتكون منها مجتمعاتنا. ثم الدفاع على إقرار وترسيخ الديمقراطية كوسيلة للتنظيم السياسي للأمم تضمن المشاركة لجميع المواطنين في الحياة العامة عبر انتخابات حرة ونزيهة وعامة ومنتظمة، تضمن إمكانية التداول على السلطة. كما تدافع الأممية على جعل الإنسان في صلب السياسات العمومية للارتقاء به وتنميته وضمان العيش الكريم. وعلى المستوى الاقتصاد تتبنى الأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط مفهوم الاقتصاد الاجتماعي للسوق . وهذه المبادئ والقيم تلتقي مع المبادئ والأهداف التي يتبناها حزب الاستقلال والتي تنص عليها وثيقة التعادلية الاقتصادية والاجتماعي التي أصدرها الحزب سنة 1963 ، كخيار اقتصادي واجتماعي ثالث ، فالتعادلية تجعل من الإنسان هدفا لكل نشاط اقتصادي واجتماعي وفكري، وتقر المساواة بين الأفراد وضمان تكافؤ الفرص في إطار مجتمع متضامن الطبقات، كما تهدف إلى توسيع الممارسة الديمقراطية لتشمل الميادين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. لكل هذه الاعتبارات ، وبعد التحولات التي عرفتها الأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط انخرط حزب الاستقلال في هذه الأممية سنة 2004 ، وأصبحنا أول حزب من دولة عربية وإسلامية ينظم إلى الأممية ، وبفض الدينامية التي اشتغل بها الحزب فقد استطاع أن يلعب دورا أساسيا في فسح المجال فيما بعد أمام أحزاب عربية وإفريقية أخرى للانخراط في الأممية. وتم انتخاب حزب الاستقلال كنائب لرئيس الأممية الإفريقية الديمقراطية لأحزاب الوسط في سنة 2004، وفي 20 شتنبر 2007 تم انتخاب الأستاذ عباس الفاسي الأمين العام للحزب نائبا لرئيس الأممية وعضوا باللجنة التنفيذية . ومنذ ذلك التاريخ والحزب يقوم بأدوار مهمة على مستوى الأممية الإفريقية وعلى مستوى اللجنة التنفيذية ، وهو جعله يحضى بشرف استضافة اجتماع قادة الأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط والذي سينعقد بمدينة مراكش في 9 أكتوبر المقبل. هذا الاجتماع سيلتقي فيه قادة أحزاب من البرازيل والمكسيك وجورجيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وهنغاريا وإيطاليا والشيلي، والكوت ديفوار، وبركينافاسو والرأس الأخضر والمزمبيق والأرجنتين، والفلبين ... ، وثلث هذه الأحزاب السياسية توجد في مصدر القرار ببلدانها من خلال قيادتها لحكومات دولها. وبالنسبة لبرنامج هذا اللقاء ، فإن الأشغال التحضيرية ستبدأ يوم الجمعة 8 أكتوبر في إطار مغلق، حيث سيكون هناك اجتماع صبيحة نفس اليوم للجان التنفيذية القارية ،واجتماع اللجنة التنفيذية أعضاء الرئاسة ، بالإضافة إلى تنظيم ورشة عمل حول العلاقات مع أوربا والدول المتوسطية ، بتعاون مع الفريق البرلماني الشعبي الأوربي ، سيتم خلالها تدارس موضوع الأمن والهجرة في المتوسط ، وموضوع الاتحاد من أجل المتوسط أية آفاق، وذلك تهييئا لمؤتمر برشلونة الذي سينعقد في منتصف نوفمبر 2010. ويوم السبت سيكون هناك اجتماع لقادة الأممية في الصباح ، يليه جلسة علنية لتقديم مداخلات رؤساء الوفود المشاركة . و بعد آخر اجتماع لقادة الأممية الذي انعقد بمدينة سان كريسطوبال ديل رينكون بالمكسيك في 7 نوفمبر 2008 ، والذي أسفر عن إصدار وثيقة هامة حول البعد الإنساني في السياسات العمومية إبان الأزمة لمواجهة الشعبوية، من المنتظر أن يصدر عن اجتماع القادة بمراكش خريطة الطريق للأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط لمرحلة ما بعد الأزمة ، تنبني على أرضية ب 5 ركائز أساسية تهم : أولا ، ترسيخ المبادئ والقيم الأساسية المتمثلة في النهوض بالحريات وإقرار الديمقراطية وحقوق الإنسان ، ودولة القانون ، والعدل والمساواة والشفافية ومسؤولية الحكومات تجاه المواطنين ، وثانيا : محاربة الفقر كهدف للسياسات المتبعة ، والذي لا يمكن القضاء عليه بمجرد تقديم المساعدات ، ولكن بخلق الشروط اللازمة لتحقيق التنمية الاقتصادية والتنمية المستدامة. ثالثا : تدارس عوائق التنمية المتمثلة في وجود الفقر المدقع ، والجوع ، ونذرة المياه ، وانتشار الأوبئة والأمراض القاتلة، و مشكل التعليم. رابعا : إقرار الأمن والسلم وفظ النزاعات بالطرق السلمية ، والسعي لإقامة الاستقرار كمداخل أساسية للتعاون والتنمية . خامسا : النهوض بالتنمية المستدامة والمحافظة على البيئة عبر الاستعمال المسؤول والواعي للموارد الطبيعية ، ومواجهة التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية. هذه الأرضية هي التي ستشكل خارطة الطريق بالنسبة لعمل الأممية خلال المرحلة المقبلة. وستتوج هذه التظاهرة بإصدار العديد من التوصيات والقرارات المنبثقة عن اجتماعات اللجان الفرعية. و يوم السبت في الساعة 13.30 سيعقد السيد بيير فرديناندو كاسيني رئيس الأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط ندوة صحافية لتسليط الضوء على نتائج ومقررات وتوصيات هذا الاجتماع وآفاق عمل الأممية بالنسبة للمرحلة المقبلة.