أجرى الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، مساء أول من أمس تعيينات وتنقلات جديدة داخل المؤسسة العسكرية، هي الأولى من نوعها، وذلك بعد مرور أسبوعين على المواجهات التي دارت بين الجيش الموريتاني وعناصر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في جمهورية مالي. وتم تعيين العقيد محمد ولد أحريطاني مديرا عاما للطيران العسكري، كما تم تعيين العقيد ولد عالي أنجاي، قائد المنطقة العسكرية الثانية (شمال البلاد)، ملحقا عسكريا في سفارة موريتانيا بمالي، فيما عين العقيدان اباه ولد البو، وعثمان ولد كازا، ملحقين عسكريين في سفارتي موريتانيا في الجزائر والسعودية، على التوالي، إضافة إلى تعيينات أخرى داخل المؤسسة العسكرية. ويرى مراقبون أن هذه التعيينات تدخل في السياق الأمني الذي يطبع منطقة الساحل، التي أصبحت موريتانيا عنصرا مهما في معادلتها الأمنية، وبالتالي فإن الضرورة الأمنية تفرض أخذ التطورات الجديدة بعين الاعتبار، خاصة أن اثنين من الضباط الكبار انتدبا للعمل في سفارتي موريتانيا في العاصمتين اللتين تلعبان دورا محوريا في الحرب على تنظيم القاعدة، أي الجزائر وباماكو، وهو ما فهم منه مراقبون اهتماما بالتنسيق في المجال الأمني مع الدولتين، وهو أمر يأتي تكريسا للسياسة المشتركة التي كان آخر فصولها إنشاء قيادة عسكرية مشتركة في تامنراست (جنوبالجزائر)، وتواتر الاجتماعات الأمنية بين بلدان الساحل. على صعيد آخر، تمكنت فرقة من شرطة مكافحة المخدرات في موريتانيا، أمس، من اعتقال جميع عناصر شبكة لتهريب المخدرات في العاصمة نواكشوط بقيادة رجل أعمال موريتاني معروف، حسب ما ذكره مصدر أمني ل«الشرق الأوسط». وقال المصدر ذاته إن هذه الشبكة تعد الأكبر عددا في تاريخ التهريب في البلاد، موضحا أن الكميات المحتجزة تحتوي على جميع أصناف المخدرات، ضمنها الكوكايين والصمغ المخدر. ولم يتسن ل«الشرق الأوسط» التعرف على عدد أفراد الشبكة واسم قائدها، ورفض المصدر الأمني الكشف عن هذه المعلومات، مكتفيا بالقول إن عناصر الشبكة كلهم موريتانيون، وأن اعتقالها سيقود إلى معلومات مهمة سيكون لها أثر إيجابي على مكافحة المخدرات في البلاد.