قال مصدر عسكري موريتاني رفيع إن القوات الموريتانية تقصف مواقع لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» في مالي، وذلك بعد يوم فقط من إعلان نواكشوط انتهاء عملياتها ضد التنظيم وسط تضارب بشأن عدد الضحايا. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المصدر العسكري قوله إن الجيش الموريتاني يقصف مواقع «القاعدة» في شمال مالي، ووصف تحرك اليوم بأنه «استمرار منطقي» لعملية أطلقت في الأسبوع الماضي . وكانت وزارة الدفاع الموريتانية أعلنت انتهاء عمليات شنتها قوات وحدة لمكافحة الإرهاب في عمق الأراضي المالية بمقتل 12 من« القاعدة»، وستة جنود موريتانيين. لكن مصدرا جزائريا تحدث عن 15 جنديا موريتانيا قتلوا في المعارك، وعن جرحى وعن سيارات عسكرية موريتانية استولت عليها «القاعدة». ووصفت وزارة الدفاع الموريتانية العملية -التي جرت الجمعة الماضية- بأنها «إجراء استباقي» لإحباط «نوايا إجرامية» ضد قاعدة موريتانية بعد أن رُصِدت «مجموعة إرهابية تتنقل على شكل رتل مسلح محمول في اتجاه حدود بلادنا مع جمهورية مالي». وشكرت الوزارةُ لمالي «ما أظهرته من تفهم واستعداد خلال هذه العملية» التي تابعها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز شخصيا من داخل قيادة أركان الجيش، حسبما ذكرت مواقع إخبارية موريتانية. وجاءت العملية في أسبوع عقد فيه مسؤولون أمنيون كبار من الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر، اجتماعات استخبارية في الجزائر لتنسيق الجهود ضد« القاعدة» التي استهدفت قبل أقل من شهر قاعدة موريتانية بتفجير. كما تأتي بعد يوم من الإعلان عن خطف سبعة ، بينهم خمسة فرنسيين في النيجر، وهي عملية اتهمت فرنسا «القاعدة» بتنفيذها، وإن لم تعلن بعد أي جهة مسؤوليتها عنها. ونفت باريس مشاركة قواتها في العملية أو أن تكون المعارك مرتبطة بخطف رعاياها. لكن مصدرا موريتانيا قال لوكالة الأنباء الفرنسية، إن «الحلفاء -لا سيما الفرنسيين- قدموا لنا معلومات قيمة بشأن العملية»، وإن أكد أنهم لا يشاركون فيها. وقالت مصادر أمنية مالية وجزائرية لوكالة الأنباء الفرنسية إن المختطَفين ذالذين يعملون لشركتي« أريفا »الفرنسية للتقنية النووية المملوكة للدولة، و«فينتشي» للبناء- هم الآن برفقة خاطفيهم في صحراء مالي التي دخلوها من النيجر. في نفس السياق، حث حزب « الاتحاد من أجل الجمهورية»( الحاكم ) في موريتانيا ، الجيش على مواصلة الحرب على ما وصفها بفلول الإرهابيين، وذلك في إشارة إلى الحملة التي يقودها الجيش ضد تنظيم «القاعدة بالمغرب الإسلامي». وقال رئيس الحزب الحاكم محمد محمود ولد محمد الأمين إن الجيش الموريتاني لم يعد له من خيار سوى المواجهة، وسوى مواصلة الحرب على القاعدة، مضيفا أن هناك الكثير من العوامل والأسباب التي تجعله يواصل الحرب على القاعدة، ويتعقبها في عقر دارها حتى يقضي عليها بشكل نهائي. ودعا ولد محمد الأمين، للوقوف صفا واحدا خلف الجيش في حربه على «القاعدة»، مشيرا إلى أن« القاعدة» هي التي بدأت الحرب على موريتانيا عام 2005، حينما ضربت حامية لمغيطي العسكرية ، وقتلت وجرحت نحو 30 عسكريا موريتانيا. وكان الجيش الموريتاني قد استأنف، أول أمس الأحد، عملياته ضد تنظيم «القاعدة » من خلال قصف جوي لبعض معاقله، وهو القصف الذي تضاربت الأنباء بشأن نتائجه، فبينما أكد الجيش أنه دمر بعض آليات« القاعدة»، وقتل بعض أفرادها، قالت مصادر مالية إن مدنيين ماليين سقطوا جراء هذا القصف من بينهم سيدتان، وجرح آخرون.