موريتانيا تؤكد استمرار العمليات العسكرية ضد القاعدة وفرنسا تعلن انتهاءها أكدت مصادر عسكرية موريتانية في نواكشوط استمرار العملية العسكرية التي نفذها الجيش الموريتاني ضد مواقع «لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» في أراضي جمهورية مالي منذ أربعة أيام. وفي المقابل ذكرت مصادر عسكرية فرنسية أن العملية انتهت، وأن ما بين عشرين إلى ثلاثين عنصرا عسكريا فرنسيا شاركوا فيها. وحسب مصادر إعلامية ف «إن عدد قتلى مسلحي التنظيم في العملية ارتفع إلى سبعة. وأذاع التلفزيون الموريتاني الرسمي صورا لما قال إنها جثث عدد من عناصر القاعدة الذين قتلوا خلال العملية. ومن جهتها أكدت وزارة الدفاع الفرنسية انتهاء تلك العملية، وأنها لم تسفر حتى الآن عن إطلاق سراح الرهينة الفرنسي ميشال جرمانو الذي يتهم تنظيم القاعدة باحتجازه. وقال مصدر بالوزارة في تصريحات صحفية إن باريس «ليس لديها دليل على حياة الرهينة الفرنسي أو موته»، مضيفا «كان هناك أمل بأن يكون في المعسكر، لكن عندما وصلنا لم يكن هناك». وفي تطور لاحق، نقلت وكالة رويترز عن مصدر أمني، إن «العملية التي نظمها الجيش الموريتاني ضد القاعدة انتهت للتو، والقوات التي شاركت في طريق العودة». كما نقلت الوكالة عن مصدر أمني موريتاني طلب عدم الكشف عن نفسه أن العمليات استمرت على مسافة نحو 200 كلم داخل أراضي مالي بعد الهجوم الذي وقع قبل الفجر على مسلحين يعتقد أنهم يحتجزون الرهينة الفرنسي جرمانو في منطقة الساحل بالصحراء. وكانت الحكومة الموريتانية قد ذكرت الجمعة في أول تعليق رسمي لها على العملية العسكرية، أنها أحبطت عملية كان سينفذها التنظيم ضد قاعدة عسكرية في منطقة «باسكنو» بأقصى الشرق الموريتاني. وقال أمين محمد عن وزير الداخلية الموريتاني «محمد ولد ابيليل» إن التعاون مع الجانب الفرنسي اقتصر على الجوانب الاستخبارية والمعلوماتية. مؤكدا أن التنفيذ كان من جانب الجيش الموريتاني وحده، نافيا كذلك أن يكون هدف العملية تحرير الرهينة الفرنسي. وكانت فرنسا قد كشفت في وقت سابق أن بعض آلياتها العسكرية «قدمت دعما فنيا ولوجستيا في العملية، ضمن إطار المساعدة التي تقدمها باريس لبلدان المنطقة التي تخوض حربا على الإرهاب». وبدورها أقرت واشنطن على لسان المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي بتبادل المعلومات الاستخبارية مع كل من فرنسا وموريتانيا حول تنظيم القاعدة هناك الذي اعتبرت أنه يشكل «تهديدا مشتركا» في المنطقة. وتعد هذه أول عملية ينفذها الجيش الموريتاني خارج أراضيه، وكانت ضد معسكرات تنظيم القاعدة الواقعة خارج الحدود الموريتانية. ونقلا عن نفس المصدر، قال وزير الاتصال حمدي ولد المحجوب، إنه لا توجد مخاوف من زيادة هذه العمليات، «لأن القاعدة تريد أصلا أن تحتل موريتانيا». وعلى الصعيد السياسي الداخلي أعربت منسقية المعارضة الموريتانية عن قلقها من هذه التطورات، واعتبرت أن تلك العملية العسكرية بمنزلة «إعلان حرب» و»تضفي مزيدا من انعدام الأمن على الحدود» الموريتانية. ورغم ذلك دعا زعيم تكتل المعارضة أحمد ولد داداه إلى دعم القوات المسلحة الموريتانية معنويا وماديا، وحث بلاده على التعاون مع دول الجوار لمواجهة الإرهاب. وتأتي هذه العملية بعد أخرى نفذها الجيش الموريتاني قبل شهرين في الصحراء الكبرى، مما مكن من اعتقال مواطن مالي يدعى عمر الصحراوي حكم عليه القضاء الموريتاني قبل أيام بالحبس النافذ لمدة 12 عاما مع الأشغال الشاقة. وأدين الصحراوي بخطف ثلاثة إسبانيين في شمال غرب موريتانيا يوم 29 نونبر 2009 بالتعاون مع عنصرين آخرين من «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». وتعد هذه العملية الأولى منذ إنشاء القيادة المشتركة لمكافحة الإرهاب في الصحراء الكبرى التي تضم الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر. وكانت تلك البلدان قد افتتحت في أبريل الماضي مقر القيادة في مدينة «تمنراست» جنوبالجزائر بهدف تنسيق جهود مواجهة مسلحي تنظيم القاعدة في المنطقة.