يواجه الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف/ معركة صعبة اليوم الأربعاء عندما سيحاول إقناع الجزائر بالموافقة على بيع "جازي" أكبر شركة مشغلة للهاتف المحمول في البلاد وأصول شركة بي.بي في الجزائر لشركات روسية. وستتعرض قدرة ميدفيديف على اقتناص صفقات كبيرة لشركات روسية - الامر الذي كان سمة أساسية للرئيس السابق فلاديمير بوتين - للاختبار اذ تعتمد تلك الصفقات المعقدة على توجه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. ويقوم ميدفيديف اليوم الاربعاء بزيارة رسمية لمدة يوم واحد للجزائر. وتسعى فيمبلكوم لان تصبح خامس أكبر شركة مشغلة للهواتف المحمولة في العالم من خلال شراء حصة مسيطرة من أصول الاتصالات الرئيسية التابعة للملياردير المصري نجيب ساويرس مقابل 6ر6 مليار دولار. وجازي وحدة أوراسكوم تليكوم في الجزائر هي جوهرة التاج للصفقة المزمعة اذ أنها أكبر مصدر لإيرادات الشركة وتقول الحكومة الجزائرية انها ترغب في شراء جازي بعد نزاع ضريبي مع أوراسكوم تليكوم. وقالت ايلينا ميلز كبيرة المحللين لدى ألفا بنك في موسكو "وجود ميدفيديف ليس مصادفة تماما. الان وقد اعلنت الصفقة فانه يستطيع اثارة موضوع جازي. سيشكل وجود أصول من النفط والغاز لروسياوالجزائر عاملا مساعدا..يمكن ايجاد أرضية مشتركة". ويمنح القانون الجزائري الحكومة الحق في تعطيل أي صفقة بيع للوحدة الجزائرية .ورفضت الجزائر بالفعل محاولات من الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما للسماح ببيع جازي. وردا على سوال حول ما اذا كانت زيارة ميدفيديف للجزائر قد تحسن الامور فيما يتعلق بوضع جازي قال ساويرس "نعم...بالتأكيد". واضاف خلال مقابلة عبر الهاتف مع رويترز "انا متأكد من أن، ميدفيديف، سيثير الموضوع وسيحاول المساعدة في تحسين الظروف التي تعمل فيها جازي". وأوضح أن فرص نجاح صفقة فيمبلكوم 90 بالمائة. وقال الرئيس التنفيذي لفيمبلكوم الكسندر ايزوسيموف والذي سيكون ضمن الوفد المرافق لميدفيديف في زيارته الى الجزائر ان توقيت الاعلان عن صفقة الاستحواذ مرتبط بالمفاوضات المتوقعة في الجزائر. وسيسافر الملياردير الروسي ميخائيل فريدمان الذي تسيطر مجموعته الصناعية على 40 بالمئة من فيمبلكوم الى الجزائر ضمن الوفد المرافق لميدفيديف. ولم توضح الجزائر ما اذا كانت ستسمح ببيع جازي وقالت أمس الثلاثاء ان خطط فيمبلكوم لن تؤثر على خطط الحكومة لشراء جازي. ويواجه ميدفيديف أيضا مفاوضات صعبة لاتاحة المزيد من الفرص أمام شركات النفط والغاز الروسية العملاقة بقطاع الطاقة الجزائري. وتقول الجزائر انها تدرس طلبا من شركة النفط العملاقة بي.بي للموافقة على بيع أصولها الجزائرية لمشروعها المشترك في روسيا "تي.ان.كيه-بي.بي". وقال الكرملين ان روسيا ترغب أيضا في أن تعزز شركة "جازبروم" العملاقة المملوكة للدولة أفق التعاون مع شركة سوناطراك الجزائرية وانه سيجري خلال المفاوضات مناقشة مبيعات أسلحة للجزائر أكبر مشتر للأسلحة من روسيا في عام 2009. وقال سيرجي بريخودكو مساعد الرئيس الروسي للصحافيين في موسكو "احتياطيات الغاز الكبيرة في الجزائر توضح أهمية التعاون بين جازبروم وسوناطراك. نحن مهتمون بتطوير أوجه التعاون". وسيكون ضمن الوفد المرافق لميدفيديف الرئيس التنفيذي لجازبروم اليكسي ميلر. وعلى الرغم من عدم حصول شركته العملاقة على أي تراخيص لتطوير حقول للنفط والغاز في أحدث جولة للعروض فقد تحاول جازبروم الفوز بامتياز ضمن جولة حالية لمنح تراخيص.