أعطى المغرب موافقته الرسمية على اعتماد السفير الإسباني الجديد في الرباط، ألبيرتو نافا رو، الذي سيخلف لويس بلاناس، الذي أمضى في العاصمة المغربية أكثر من ست سنوات، منذ أن عينته الحكومة الاشتراكية التي عادت إلى السلطة في مدريد في ربيع 2004. وتأتي الموافقة على نافارو، بعد مرور أسبوع على القمة الثنائية التي جمعت في نيويورك، العاهل المغربي الملك محمد السادس، ورئيس وزراء إسبانيا خوصي لويس ثباطيرو، ما يدل على عودة وشيكة للعلاقات الثنائية بين البلدين إلى سابق عهدها، ما يؤشر كذلك إلى احتمال التحاق السفير المغربي المعين في مدريد، أحمد ولد سويلم، الذي لم يتسلم بعد ظهير تعيينه من العاهل المغربي. ويتوقع بعد التحاق سفيري البلدين بمكتبيهما في مدريدوالرباط، أن يجري الترتيب لزيارة يمكن أن يقوم بها إلى المغرب عاهل إسبانيا الملك خوان كارولوس، بناء على اتفاق جرى بين الملكين، خلال اتصالهما الهاتفي الشهر الماضي في ذروة أحداث مليلية وتداعياتها التي أنذرت بوقوع أزمة جديدة بين البلدين. ونقلت جريدة أب ث الإسبانية عن دبلوماسيين مغاربة لم تسمهم، قولهم إنهم يجهلون التاريخ الذي سيلتحق فيه ولد سويلم بمدريد، على اعتبار أن ذلك مرتبط باستقبال الملك محمد السادس له وتسليمه ظهير التعيين، فيما سيصادق مجلس الوزراء الإسباني في اجتماع قادم على تعيين نافارو. على صعيد آخر، ذكر الحزب الشعبي المعارض في مدينة سبتةالمحتلة أن المغرب مستمر في استعمال ما أسماه وسائل المطالبة بسبتة ومليلية. وأشار الحزب في بلاغ إلى مطالب المغرب التي أعرب عنها أخيرا ولكنه دعا في نفس الوقت إلى قيام علاقات طيبة بين البلدين الجارين تكون في صالحهما معا. ووصف الحزب الشعبي الزيارة التي قام بها رئيسه ماريانو راخوي، إلى مليلية الشهر الماضي وتلك التي يعتزم القيام بها لاحقا إلى سبتة بأن الزيارتين تندرجان ضمن الجولات الاستطلاعية التي يقوم بها المسؤولون الحزبيون الإسبان للمقاطعات المتمتعة بحكم محلي ، مشيرا إلى أن الأجواء الطبيعية هي دائما لصالح العلاقات بين البلدين، بينما عكسها فيه خسارة لهما معا. ومن جهته رحب الحزب الشعبي الذي يسيطر على حكومة مليلية المحتلة بالمقترحات التي تقدمت بها المعارضة المحلية الممثلة في حزب "تحالف مليلية" القاضية بتحسين شروط العمل عند النقط الفاصلة بين المدينةالمحتلة والتراب المغربي، مقترحا في هذا الصدد إحداث قوات شرطة نوعية، كما طالبت المعارضة بفتح معابر جديدة للتنقل ذهابا وإيابا بين المغرب والمدينةالمحتلة. وقال ناطق باسم الحزب إن البت في المقترحات يعود إلى الحكومة الوطنية في مدريد وليس إلى الإدارة التي تسير الشأن المحلي في المدينة. وكان المغرب قد اشتكى من معاملة شرطة الحدود لمواطنيه، بينما فعلت نفس الأمر سلطات مليلية التي تضامنت مع عناصر الأمن الإسبان قائلة إنهم تعرضوا لإهانات واعتداءات لفظية من ناشطين مغاربة تظاهروا على الجانب الآخر من المعبر الفاصل بين المدينة والمغرب.