قللت مصادر في الخارجية الإسبانية من المغزى الدبلوماسي السلبي الذي قد يحمله تنقيل عدد كبير من موظفي السفارة الإسبانية بالرباط. وبلغ عددهم المشمولين بالقرار 13 مع احتساب السفير الذي سيترك منصبه بدوره ليعود إلى العاصمة مدريد للإشراف على إدارة العلاقات بين بلاده والاتحاد الأوروبي، مكافأة له على النجاح الذي حققه، رغم كل الصعاب التي واجهته في المغرب حيث أمضى به قرابة ست سنوات. ويشكل نقل السفير لويس بلاناس، وترقيته إلى منصب أرفع بوزارة الخارجية في مدريد اعترافا بخبرته في الشؤون الأوروبية التي راكمها خلال عمله في بروكسيل ضمن المفوضيات التي اشرف عليها مفوضون إسبان، وسيخلفه في منصبه دبلوماسي رفيع ومجرب هو البيرتو نافارو. ولم يتوقع أحد أن يتبع السفير هذا العدد الكبير من العاملين في السفارة، فيهم من كان قبله ومن أتى خلال وجوده على رأس السفارة. ويستبعد المدافعون عن الإجراء غير المسبوق، بمثل كثافته، أن تكون له صلة أو علاقة ترابط بالحالة الدبلوماسية الخاصة التي تجتازها العلاقات بين مدريدوالرباط، أو يمكن اعتباره ردا غير مباشر وغاضب على تشبث المغرب بحقه في تعيين سفير جديد في مدريد، لم ترحب به الأوساط الرسمية الإسبانية حسبما تروجه تقارير صحافية منذ أشهر وإلى غاية الآن. ويضيف أصحاب هذا الرأي أن التغييرات التي جرت بسفارة إسبانيا في المغرب هي حتمية إدارية وليست ذات خلفية، وإنما تندرج ضمن المناقلات الدبلوماسية الاعتيادية التي تجريها وزارة الخارجية بين حين وآخر لإعادة انتشار الدبلوماسيين في السفارات والقنصليات،مضيفة أنها كانت مقررا سلفا وتم إرجاؤها لما بعد انتهاء الرئاسة الإسبانية للاتحاد الأوروبي. وفي هذا السياق ذكرت جريدة( أب ث) الإسبانية المحافظة أن السفير الأسباني المنقول من الرباط يتلقى عبارات التهاني والأسف على الوداع رغم أن اسمه لم يصدر بعد في الجريدة الرسمية لبلاده. وفي هذا الصدد، ذكرت(الجريدة) أن رئيس الوزراء خوصي لويس ثباطيرو، اختار بلاناس، القريب من وزير الخارجية، ميغيل موراتينوس، ليمثله لدى العاهل المغربي الملك محمد السادس، وأناط به مهمة تحسين العلاقات بين البلدين التي تردت إلى الحظيظ في عهد حكومة خوصي ماريا أثنا، فأعادها، بلاناس، بتوجيه من الحكومة الاشتراكية،إلى فتراتها الذهبية،خاصة وأن الاشتراكيين حاولوا في بداية حكمهم تحريك ملف الصحراء، وهو انشغال المغاربة الرئيس ،مستغلين علاقاتهم مع المسؤولين بالجزائر، كما أن مدريد لم تخف تعاطفها، دون المجاهرة بذلك، مع المقترح المغربي الخاص بالحكم الذاتي. وتعتقد الجريدة الإسبانية اليمينية أن المغرب لم يتعاط من جهته إيجابيا مع انفتاح إسبانيا نحوه، وترى السبب في أنه لم يخطر بباله أن يقوم عاهلا إسبانيا بزيارة مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، في شهر نوفمبر عام 2007 وفي ظل حكومة اشتراكية. وترى الجريدة أن الغضب المغربي من زيارة مدينتين يعتبرهما جزءا مقتطعا من ترابه الوطني،هو(الغضب) الذي جعل العاهل المغربي يتغيب عن الحضور في القمة الأوروبية المغربية الأولى التي انعقدت بمدينة قرطبة بالأندلس، في ظل الرئاسة الإسبانية للاتحاد. أما التعبير الثاني عن استياء الرباط، فتمثل حسب مقال أ ب ث في تعيين القيادي السابق في جبهة البوليساريون أحمد ولد سويلم، الذي لم تمض مدة طويلة على التحاقه بالمغرب، هاربا من مخيمات البوليساريو في" تندوف" يضاف إلى كل ذلك أن السفير المعين لم يتسلم بعد ظهير تعيينه من الملك محمد السادس، بينما غادر سلفه عمر عزيمان، مقر السفارة منذ حوالي ستة اشهر. تجدر الإشارة إلى أن المناصب التي شملها التغيير في السفارة الإسبانية بالرباط هي: السفير، الوزير المستشار، السكرتير الأول، الملحقان الأول والثاني المكلفان بالشؤون الداخلية، مسوؤل الاستخبارات، القاضي المكلف بالربط بين الجهازين القضائيين في البلدين،المستشار المكلف بقضايا الشغل.