وافق المغرب رسميا على اعتماد السفير الإسباني الجديد في الرباط، ألبيرتو نافارو، خلفا للويس بلاناس، الذي أمضى في العاصمة المغربية أكثر من ست سنوات، منذ أن عينته الحكومة الاسبانية في ماي 2004. وذكرت تقارير صحافية اسبانية بهذا الخصوص، أن السفير الجديد لاسبانيا بالمغرب راكم تجربة تزيد عن ثلاثين سنة في مجال الديبلوماسية والعلاقات الدولية، وتأتي موافقة السلطات المغربية عليه بعد مرور أسبوع على القمة الثنائية التي جمعت بين العاهل المغربي الملك محمد السادس، ورئيس وزراء إسبانيا خوصي لويس ثباطيرو، بنيويورك، كما سيتزامن حلوله بمنصبه مع قرب التحاق سفير المغرب المعين في مدريد الناشط السابق في جبهة "البوليساريو" احمد ولد سويلم، لمباشرة مهامه. وتشير المصادر ذاتها، أن التحاق سفيري البلدين بمكتبيهما بالرباطومدريد، سيمهد لترتيبات الزيارة التي من المقرر أن يقوم بها إلى المغرب عاهل إسبانيا الملك خوان كارولوس، بناء على اتفاق جرى بين الملكين، خلال اتصالهما الهاتفي الشهر الماضي، بعد الأحداث التي عرفتها بوابة مليلية. وأوردت وكالة الأنباء الاسبانية في هذا الصدد، أن السفيرين معا سيلتحقان في غضون الأيام القادمة بسفارتي البلدين، كما أن المغرب قلل من أهمية الفراغ الذي عاشته سفارته بمدريد لمدة طويلة. ونقلت الوكالة عن وزير الاتصال المغربي الناطق باسم الحكومة قوله في ندوة صحفية أن " الأهم بالنسبة إلينا ليس هو السبب في هذا التأخير، بل هو أن السفير المغربي سيلتحق في غضون الأيام المقبلة لمباشرة مهامه". وأوضح خالد الناصري، بحسب المصدر ذاته، أن " نافارو سيلتحق في الأيام المقبلة بمنصبه، وكذلك الأمر بالنسبة لسفير المغرب بمدريد، ولد سويلم، وتوجد هذه العملية قيد التنفيذ، وتمر في ظروف جيدة"، والاهم يضيف الناصري هو أن "البلدان يؤسسان لشراكة جيدة، على الرغم من علاقاتهما تمر أحيانا بظروف صعبة". من جانب آخر، قال وزير الخارجية ميغيل انخيل موراتينوس أول أمس الخميس أن الحكومة ستعمل على تحسين "سلامة" و "الكرامة" في معابر سبتة ومليلية، لأنها تعتقد أن هذه الحدود يجب أن يكون "أكثر ملائمة" لعلاقات الجوار مع المغرب، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الاسبانية. وأشار موراتينوس، أثناء مثوله أمام لجنة الخارجية بالبرلمان، أن هذه الحدود أثارت الشهر الماضي توترات بين اسبانيا والمغرب، معربا في الوقت نفسه عن الأسف للانتقادات التي أطلقها ضد الحكومة رئيس الوزراء السابق خوصي ماريا أزنار وقيادي الحزب الشعبي غونزاليس بونس. وفي سياق متصل، ذكر الحزب الشعبي المعارض في مدينة سبتةالمحتلة أن المغرب مستمر في تحريك مطالبه المتعلقة باستعادة سبتة ومليلية. وأشار الحزب في بلاغ أصدره إلى مطالب المغرب التي أعرب عنها أخيرا، ولكنه دعا في نفس الوقت إلى قيام علاقات طيبة بين البلدين الجارين تكون في صالحهما معا. ووصف الحزب الشعبي الزيارة التي قام بها رئيسه ماريانو راخوي، إلى مليلية الشهر الماضي وتلك التي يعتزم القيام بها لاحقا إلى سبتة بأن الزيارتين تندرجان ضمن الجولات الاستطلاعية التي يقوم بها المسؤولون الحزبيون الإسبان للمقاطعات المتمتعة بحكم محلي ، مشيرا إلى أن الأجواء الطبيعية هي دائما لصالح العلاقات بين البلدين، بينما عكسها فيه خسارة لهما معا.