سعى وزير الداخلية الايطالي، روبرتو ماروني، الثلاثاء الى التخفيف من حدة الجدل الذي نجم عن إطلاق زورق عسكري ليبي الرصاص على سفينة صيد صقلية، مشيرا الى ان طرابلس قدمت اعتذارا. وأضاف الوزير في تصريح للقناة التلفزيونية الخامسة (خاصة) ان "ما حصل ذاك المساء كان يجب ألا يحصل، ولقد اعتذرت ليبيا. ومن جهتي، فتحت تحقيقا لكن لدي انطباع بأنهم اعتبروا سفينة الصيد سفينة تنقل مهاجرين سريين". واشار ماروني الى ان التحقيق الذي تجريه وزارته، وكذلك التحقيق الذي فتحته النيابة العامة في اغريغنتي (صقلية) والتحقيق الذي بدأته ليبيا، سيتيح "التحقق مما حصل". وخصصت كل الصحف الايطالية صفحاتها الأولى الثلاثاء للحادث الذي وقع مساء الاحد، عندما اطلق زورق سريع قدمته ايطاليا لليبيا لمكافحة الهجرة السرية النار من رشاشات على سفينة صيد انطلقت من" مازارا دل فالو" في صقلية. وقال غاسبار مرون، قبطان سفينة الصيد ارييت (32 مترا، وافراد طاقمها عشرة)، ان ايا من افراد الطاقم لم يصب لكن "ما حصل كان جحيما في الواقع، وخلال دقائق لم نفهم شيئا". واضاف "لقد اطلقوا النار حتى على قناني الغاز، وكان يمكن ان يكون ذلك مجزرة، ومن حسن الحظ خرجنا سالمين". واكد ماروني "اعتقد ان ما حصل حادث خطير لكنه حادث فقط وسندرس تدابير حتى لا يتكرر ذلك". وشددت وسائل الاعلام الايطالية الثلاثاء ان جنودا ايطاليين من "غوارديا دي فينانزا" الشرطة المالية الايطالية، كانوا على متن الزورق الليبي، احد الزوارق الستة التي قدمتها ايطاليا الى ليبيا في اطار اتفاقات لمكافحة الهجرة السرية. وذكر الوزير ماروني ان الاتفاقات تنص على ان يصعد جنود ايطاليون على هذه الزوارق "لتقديم مساعدة تقنية لكنهم لا يقومون بمهمات افراد الطاقم". وقد وقع الحادث في خليج "سرت" الذي تعتبره ليبيا منطقة صيد. وفي السنوات الأخيرة، حجزت ليبيا سفن صيد ايطالية. وفي حزيران/يونيو الماضي، تدخل رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلوسكوني، للافراج عن سفينتين احتجزتهما ليبيا على بعد 25 ميلا من سواحلها.