أكّد مختصون في أمراض السكّري أن الجزائر من الدول المهدّدة، في السنوات المقبلة، بوباء عالمي اسمه'' السكّري''، وذلك بتضاعف عدد المصابين، حيث أكّدت معطيات الصحّة العالمية اكتشاف أكثر من 3 حالات جديدة لمرضى السكّري كل 10 ثوانٍ. صرّحت البروفيسور صفية ميموني، في حديث مع ''الخبر''، حول تفاقم أعداد مرضى السكري عندنا، أن الجزائر ستنضم، لا محالة، لأكثر 10 دول تشهد ارتفاعا كبيرا لمرضى السكّري، في حال إصرارنا على اعتماد نظام العيش الحالي، والمتمثّل في الاستهلاك الكبير للأكل السريع الغني بالمواد الدسمة إلى جانب السكّريات. مضيفة أن 7 دول من التي أكّد ''أطلس السكّري'' العالمي على أنها من بين ال10 دول في العالم المعنية بارتفاع عدد مرضى الداء، ممثّلة في دول الشرق الأوسط. وفي تحذير دولي، أعلن، مؤخّرا، رئيس الاتحاد الدولي للسكّري، جان كلو مبانيا، أن الأرقام الأخيرة لنسب المصابين بالمرض تتخطّى 582 مليون نسمة، حيث يُصاب شخصان بالسكّري كلّ 10 ثوانٍ ويموت آخر مصاب بالداء كل 10 ثوانٍ أخرى، كما تقع حالة بتر لساق المصاب كلّ 30 ثانية، بسبب مضاعفات الداء، معتبرا إياه رابع سبب رئيسي للوفاة في العالم. ولتفادي الداء عند الجزائريين، أكّدت ميموني على ضرورة تغيير نمط العيش الحالي، مؤكّدة على ممارسة الرياضة، خاصة وأن الجزائري بات يعتمد في تنقّلاته على السيارة بنسبة 100 بالمائة، كما يمضي يومه قبالة جهاز الكمبيوتر، ما يؤدّي للسمنة، التي تعتبر أحد العوامل المحفّزة للسكّري. لتضيف محدّثتنا أن استمرار الوضع على ما عليه، في نقل الصغار لمدارسهم والعودة منها بالسيارة، إلى جانب تزويدهم بالألعاب الإلكترونية التي يجلسون أمام شاشاتها لساعات طويلة دون ممارسة أيّ رياضة، وتعويدهم على الوجبات الخفيفة (بيتزا، ساندويتشات.. إلخ)، كلّها عوامل تُنذر بقدوم أجيال مهدّدة بالإصابة بوباء اسمه داء السكّري والتعايش معه ومع مضاعفاته الخطيرة.