طبيعي أن نسمع عن لص ذكي فوق العادة أو لص غبي بزيادة، عن لص ظريف، عن لص متهور، لكن غير الطبيعي أن نسمع عن لص طيب أو عنده ضمير وبعضهم لديه مبادئ نبيلة، فلا نستغرب حينما يكون أحدهم شريفا ويشعر بالإنسانية ويحمل عواطف، حاله حال جميع الناس لاعتبارهم ضحايا، أو أسوياء في دواخلهم حسب مختصين نفسانيين. والجميل في الأمر أنهم كثيرون، ربما نقول أنها ظاهرة اللصوص ذوي القلوب الرحيمة؟ تأنيب ضمير بعد 35 عاما نبدأ موضوعنا بأطول قصة ندم وتأنيب ضمير للص سرق قبل 35 سنة محل مجوهرات وكانت المرة الأولى في حياته. حيث قرر اللص وضع حد لوخزات الضمير المؤلمة التي ظلت تؤرق منامه طيلة هذه السنوات فقام بإعادة المجوهرات التي سرقها. ليتفاجأ صاحب المحل بوجود المجوهرات كاملة داخل صندوقه البريدي مرفقة برسالة جاءت فيها عبارات اعتذار وندم عن ما بدر منه قائلا: "يكفيني عقوبة أني لم أذق طعما للنوم والراحة منذ حادثة السرقة، ولعل ابتسامتك وطلاق وجهك التي استقبلتني بها في محلكم وحسن ظنكم بي سبب كل هذا العذاب الذي عانيته طيلة هذه المدة. اللص الملقب "روبن هود" أما قصة اللص الطيب القلب فقد أنبه ضميره بعد اقتحامه لمقر إحدى الجمعيات ليسرق عندما اكتشف أن نشاطها خيري فشعر بالأسى لحال الأشخاص اللذين تتكفل بهم الجمعية. فخرج وترك رسالة مكتوبة بخط اليد قال فيها أن ضميره يؤنبه كثيرا لأن سولت له نفسه محاولة سرقة مقر الجمعية واعتذر اللص لتناوله قطعة بسكويت فقط، واعدا بالتبرع بمبلغ مالي عندما تتحسن حالته المادية. وأبدى رئيس الجمعية استحسانه واطمئنانه لوجود "لصوص طيبون". SMS تنقذ مستقبل طالبة ماجستير ومن لصوص محلات المجوهرات ومحترفي السطو على المنازل إلى لصوص أكثر عصرية "مودارن" ففي إحدى محطات نقل الطلبة تعرضت طالبة ماجستير إلى سرقة محفظتها التي كانت تحتوي على جهاز إعلام آلي محمول وهاتفها النقال، فتعرضت إلى صدمة عمرها، كون الضحية خزنت في الكمبيوتر رسالتها التي من المقرر مناقشتها بعد شهر واحد، وبسرعة بعثت رسالة على هاتفها النقال المسروق قبل رميه شريحتها، تتوسل للص بتسليمها المعلومات والوثائق المتواجدة في مذكرة جهازها لحاجتها الماسة لها مع تنازلها على جميع المسروقات فصاح ضمير اللص واستجاب لطلبها وأرسلها على العنوان الذي دونته له الطالبة أسفل sms. لص يعيد مذكرة هاتف مسروق لصاحبته المصابة بداء السرطان أرسل لص مذكرة هاتف نقال عبر عنوان بريدي دونته له صاحبة في رسالة نصية عقب سرقته مباشرة وصاح ضمير اللص بعد مناشدة الضحية له أن الصور وأفلام الفيديو المسجلة في المذكرة احتفت بها لتتركها لأبنائها بعد وفاتها كونها مصابة بداء السرطان ليرق قلبه ويستجيب لطلبها وطبعا تصرف بغنيمته الهاتف النقال باهظ الثمن. مراهقة تسرق مجوهرات في عرس وتورط المدعوين الحلف على المصحف أقدمت مراهقة كانت تتواجد في عرس لأقارب على سرقة مجوهرات أهل العروس في غفلة من الجميع وعندما اكتشف الضحايا الأمر وأصبن بالصدمة اضطرت صاحبة العرس إلى جعل جميع الحاضرين يقسمن على المصحف، لكن وبعد مرور شهر تفاجأت صاحبة العرس بكيس مجوهرات أمام مدخل منزلها وأثبتت التحريات العائلية إلى أن السارقة مراهقة لا يتجاوز عمرها 17 سنة وتم إرجاع المسروقات من طرف والدتها التي خجلت من تصرف ابنتها وأعادت المسروقات خلسة عن الجميع. يساعد حماته على مصاريف الحج من مالها المسروق منذ 25 سنة تفاجأت عجوز من موقف صهرها المعروف ببخله وطباعه السيئة بمساعدتها بمبلغ لا بأس به ساعدها في السفر إلى البقاع المقدسة، طالبا منها الدعاء له بقبول الله توبته فاستجابت لطلبه دون سؤاله عن سبب قيامه بذلك. وبعد عودتها من آداء مناسك الحج. احضرت له هدية وعندما سلمتها له أجهش بالبكاء وتوسلها في مسامحته معترفا لها أنه من سرق أموالها التي احتفظت بها عند زوجته (ابنتها) وصرح لها أن يومها كا شابا طائشا صرف الأموال في والمسامرة مع رفاق السوء. أب يسرق صداق ابنته لاحتساء الخمر سرت خالتي ذهبية عند قراءة وصية والدها المتوفي تركه دفتر توفير لها يحتوي على مبلغ يفوق 100 مليون سنتيم على خلاف إخوتها الذين راودتهم الشكوك وعدة تساؤلات عن السبب حيث شرح في رسالة وجهها لها شخصيا أن المبلغ ملكها معترفا لها أنه من سرق صداقها وصرفه على أصدقائه في حانة وقد ندم ندما شديدا على ذلك ووعد نفسه أن يدخر المبلغ ويعيده لها، لكنه خجل من فعلته وفضل تسليمه بعد وفاته وختم الوصية بمطالبته لفلذة كبده مسامحته حتى يغفر الله له. وفرحت الأم ذهبية بالمبلغ الذي تصدقت به على أبيها بمساعدة شابا كان مقبلا على الزواج. وشاب يسرق جهاز شقيقته العروس ويبيعه لشراء المخدرات قام شاب بسرقة جهاز شقيقته العروس وباعه في الدلالة واشترى بالعائدات مخدرات وبعد مرور 20 سنة تكررت الوقائع، لكن الفاعل ابنه والضحية ابنته، وهي الحادثة التي نزلت عليه كالصاعقة حيث تفطن لأفعاله السابقة وصاح ضميره ليقرر تعويض شقيقته الجهاز الذي سرقه منها فأخبره بأنه سوف يتكفل بجميع مصاريف تجهيز ابنتها المقبلة على الزواج ولم يخبرها عن السبب الحقيقي لإقدامه على ذلك. ومنذ ذلك الحين تاب الرجل وحاول إصلاح ابنه حتى لا يتعرض للندم الذي أدمى قلبه. النفسانيون: "السارق مضطرب نفسيا محتاجا كان أو لا" صرحت الآنسة جميلة عوالي مختصة في علم النفس بمستشفى الدويرة أن "الإنسان الذي يسرق مضطرب نفسيا كان محتاجا أو ميسور الحال مثلا الغني يسرق لجلب الانتباه بمعنى لديه نقص في حاجة نفسية معينة ثم يرتكب سرقة لجلب انتباه ناس معينين وعندما ندرس طفولة هذا اللص نجد أنه عندما كان صغيرا حاول جلب انتباه هؤلاء الناس فلم تنجه أي طريقة معهم فاضطر لاحتراف السرقة حتى يهتموا به ويراقبوه وتضيف النفسانية عوالي أن السرقة قد تكون لديها علاقة وطيدة بطريقة تربية الطفلفي السنوات الثلاثة لأولى من عمره. وتنصح الأولياء بضرورة مراقبة أغراض أطفالهم ولن يتساهلوا معهم عندما يجدون أشياء لا يملكونها حتى ولو كانت تافهة كقلم رصاص أو ممحاة يعاقبونهم حتى لا يعوّدونهم على اختلاس ممتلكات الغير. الإجتماعيون:" السارق ينتقم من المجتمع الذي في اعتقاده ظلمه ولم يوفر له حاجياته" يقول حنطبلي أستاذ علم الإجتماع بجامعة البليدة أن السارق مثله مثل أي إنسان له ضمير في أي وقت باستطاعته أن يستيقظ من سباته. والسارق قبل ارتكاب أفعاله واختلاس ممتلكات الغير يقنع نفسه أن المجتمع ظلمه لم يوفر له عملا وسكنا وبالتالي يسمح له ضميره بالسرقة معتقدا أن ما يسرقه ملكه وهكذا يبني السارق عالم خارجي خاص به عدائي تجاه أفراد المجتمع الذي يعيش فيه. الأئمة: "السرقة محرمة شرعا والندم توبة كما يقول الرسول الكريم" أجمع اساتذة الشريعة على أنه لا شك في أن السرقة محرمة تحريما شديدا، والإسراف في الذنوب والمعاصي عموما ضرر كبير على العبد في دنياه وآخرته، ولكن من تاب إلى الله تعالى توبة صادقة مستجمعة لشروطها فإن الله عز وجل وعد بقبول توبته كما قال تعالى: "فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم" (المائدة:39) وكما قال تعالى: "وإنّي لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى" (طه:82) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الندم توبة". وشروط التوبة الخالصة رد المسروقات إلى أصحابها. ويقول أحد الأساتذة أنه في حالة مرتكب السرقة يخاف من الفضيحة باستطاعته رد المسروقات دون إخبارهم بالحقيقة كأن يقدها على شكل هدايا أو تودع المال المسروق في حسابهم البريدي. وقد نص أهل العلم على أن الغاصب إذا جهل صاحب المال المغصوب ولم يتمكن من إيصال المال إليه ولا لورثته لعدم علمه بهم فإنه يتصدق به عنه مضمونا.