هنأ رئيس الحكومة المغربية، وزيره في المالية نزار بركة، على شهادة التقييم الإيجابي الذي حصل عليه من المجموعة الصحافية "فاينانشال تايمز" التي تعتبر مرجعا لدى رجال المال والأعمال في العالم والمشهورة بصدقية توقعاتها. واختار عبد الإل بنكيران، لحظة عرضه أمام مجلس المستشارين يوم الأربعاء، وفي ذروة سجاله مع المعارضة، ليتوجه من منبر المجلس، بالتحية والتهنئة إلى الوزير بركة الذي كان حاضرا في الجلسة، ما يعني أن زعيم العدالة والتنمية، يشاطر وزيره فرحته بالتصنيف الذي ناله، باعتبار أدائه الأحسن ضمن وزراء مالية منطقة الشرق الأوسط، برسم السنة الماضية2012. واعتبر ملاحظون، إشارة بنكيران، وفي جلسة علنية مخصصة لنقاش سياسة الحكومة وتحديدا في الجانب المالي، دليلا على تشبثه ببقاء الوزير بركة في منصبه، وكأنه يستبق بالحسم أي نقاش مع الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط، الذي يطالب بتعديل في الحقائب الوزارية العائدة للحزب حيث يروج على نطاق واسع بين الاستقلاليين، أن أول المستهدفين من التعديل، إذا حصل، سيكون ضحيته الوزير بركة، خاصة وقد هيأ الأمين العام "شباط" خليفة لبركة، في شخص وزير السياحة الأسبق، عادل الدويري، نجل القيادي الاستقلالي التاريخي، امحمد الدويري ، الذي يدين له "شباط" بفضل دفعه إلى صدارة نقابة الاتحاد العام للشغالين، إلى أن صار أمينا عاما لها، ومنها تفتحت شهيته إلى أمانة الحزب التي آلت إليه في المؤتمر الأخير، ملحقا الهزيمة بنجل الزعيم الراحل علال الفاسي. جدير بالذكر أن "الفايننشال تايمز" تعتمد معايير اقتصادية صرفة في اختيار من تراه جديرا بإشادتها، بصرف النظر عن الاعتبارات السياسية الداخلية في البلد الذي ينتمي إليه المسؤول المنتقى. ومن المؤكد أن يستعمل الوزير بركة ورقة التتويج الصادرة عن مؤسسة أجنبية لتعزيز وضعه، في حربه السرية مع الأمين العام "شباط" مسنودا برئيس الحكومة الذي بدا مرتاحا للتناغم الحاصل بين الوزير بركة، والوزير المنتدب في نفس القطاع "الإدريسي" المسؤول عن ملف الميزانية المنتمي لحزب بنكيران. يذكر أن الوزير بركة وهو صهر الوزير الأول السابق عباس الفاسي، عين على رأس وزارة المالية بدعم من الملك محمد السادس، بسبب حساسية المنصب وحتى لا تقول إطراف سياسية أو اقتصادية، أن حزب العدالة والتنمية ،يتحكم وحده في القرار المالي للمملكة. فهل تطيل شهادة "الفايننشال" مكوث، نزار بركة، في وزارة المالية؟ أم تفتح له الطريق نحو تسلم منصب أرفع سواء في بلاده أو لدى المؤسسات المالية الدولية.