انخفض عدد الجزائريين الذين عبروا الحدود إلى تونس لقضاء عطلة رأس السنة الميلادية، عبر مركزي أم الطبول والعيون بولاية الطارف، إلى 42 ألف شخص، مقارنة ب75 ألف شخص سنة .2011 وفسرت الوكالات السياحية التونسية ونظيرتها الجزائرية سبب هذا التراجع وانخفاض حركة العبور بمحدودية الخدمات السياحية التونسية، وانكماش نشاطها المعهود بتنظيم الحفلات الساهرة التي كانت سائدة في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي، وإحكام المجموعات المتشدّدة قبضتها في كثير من المدن التونسية. وسجلت مصالح الجمارك الجزائرية وشرطة الحدود بمركزي العيون وأم الطبول، ابتداء من يوم الأحد 23 ديسمبر، أول أيام العطلة الشتوية، وإلى غاية أول أمس مغادرة 25 ألف شخص مع 6700 سيارة عبر مركز أم الطبول، و15 ألف شخص مع 2700 سيارة عبر مركز العيون، مع فارق ضئيل في حركة القادمين إلى الجزائر لذات الفترة بأقل من حركة المغادرة التي لم تتجاوز 1200 شخص في أحسن الأحوال. هذا التراجع في حركة العبور تقف وراءه أيضا تخوّفات الجزائريين الذين تلقوا تحذيرات من السيّاح التونسيين الذين يتسوّقون يوميا بالمئات في أسواق مدن شرق ووسط البلاد، من أن الجماعات السلفية التونسية سيطرت على النشاط السياحي، وذلك بتهديد أصحاب الفنادق والمنتجعات السياحية من أي احتفال برأس السنة الميلادية، خاصة أصحاب الملاهي الليلية، وهي التحذيرات والتهديدات نفسها التي حرّكت الوكالات السياحية التونسية لإنقاذ القطاع السياحي من الانهيار، وأحصت أكثر من 1700 مرفق سياحي مغلق من وراء ضغط الجماعات السلفية. هذا التحوّل السياحي السلبي في تونس نقله أيضا عشرات الجزائريين القادمين من المدن التونسية، مضيفين إليه عامل عدم الاستقرار في الكثير من المواقع الحضرية وشبكات الطرق.