دعا الرئيس التونسي٬ منصف المرزوقي الدول العربية إلى الابتعاد عن "التقوقع والانغلاق على الذات "٬ مؤكدا أنه "يجب على العرب أكثر من أي وقت مضى أن يندمجوا في العالم (..) ويساهموا في تطوره الاقتصادي والعلمي والإنساني بصفة عامة". وأكد المرزوقي ٬ في كلمة له اليوم السبت ٬ في افتتاح الدورة الواحدة والعشرين للمؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو) بالعاصمة التونسية٬ أنه يتحتم على العرب أن ينخرطوا في العولمة "بمفهومها الإنساني ٬ أي أن يتقيدوا بقيم حقوق الإنسان٬ التي هي اليوم القاسم المشترك بين البشر وأن يعترفوا بعلوية القانون الدولي والانفتاح على كل الحضارات والثقافات"، وفق وكالة الأنباء المغربية. كما دعا إلى مواصلة استعمال اللغات الأجنبية كنافذة على الثقافة الإنسانية وإثراء الثقافة العربية ٬معتبرا أن ذلك "لا يتعارض مع ضرورة عودة اللغة العربية لاحتلال مكانها الطبيعي كلغة الإدارة والتواصل والتعليم بكل درجاته ولغة البحث العلمي الأكثر تقنية والأكثر تقدما". وقال المرزوقي إن العالم العربي يعيش اليوم منعطفا تاريخيا في اتجاه بناء نظام عربي جديد سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي في أفق بناء "الاتحاد العربي قبل نهاية العقدين المقبلين على غرار الاتحاد الأوروبي ٬ أي فدرالية بين دول مستقلة وشعوب حرة"٬ معتبرا أن الاتحاد المغاربي ٬ "الذي نعمل عليه في تونس بإصرار متزايد ٬ ما هو إلا لبنة لهذا الاتحاد الأوسع". وشدد على أهمية تنمية اللغة العربية باعتبارها "العمود الفقري والقاسم المشترك (..) ومحور النهضة العربية الشاملة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية". وكشف الرئيس التونسي في هذا الصدد أن بلاده ستقدم إلى القمة العربية القادمة مشروع "برنامج طموح"حول اللغة العربية ٬ من أهدافه تشخيص كل ما تقوم به الدول على حدة في مجالات التعريب وتطوير اللغة الأم. كما يرمي المشروع ٬ يضيف المرزوقي ٬ إلى دعم المراكز البحثية في الوطن العربي وربطها ببعضها البعض في شبكة تتشارك في وضع المعاجم والمراجع العلمية الأكثر تقدما ٬ وترجمة أحدث الاكتشافات ومراقبة تطور العلوم الحديثة وتدريب الخبراء العرب في العلوم التي ستغير وجه العالم٬ بالإضافة إلى وضع المناهج البيداغوجية والمراجع العلمية وتدريب الأساتذة في أفق تدريس الفيزياء النظرية وعلوم المورثات وأحدث العلوم ٬ باللغة العربية. كما دعا الرئيس التونسي إلى إحداث جائزة نوبل عربية تخصص للباحثين العرب القادرين في نفس الوقت على تقديم أرقى البحوث على المستوى الدولي وتقديمها باللغة العربية٬ وإنشاء مؤسسة موحدة لنشر اللغة العربية في العالم٬ بالإضافة إلى إيجاد مؤسسة جامعة لدراسة اللهجات المحلية وتراثها. وخلص الرئيس التونسي إلى القول إنه يتطلع إلى أن يرى "مراكز ومؤسسات مختصة منتشرة من المحيط إلى الخليج وكل مركز جزء من هذه الشبكة التي ستجعل من نهضتنا العلمية والثقافية عملا منسقا يخضع لرؤية وتخطيط وبالتالي له أوفر شروط النجاح بدل التذرر والتكرار وضعف القدرة والفعالية". يذكر أن المؤتمر العام للألكسو ٬ الذي يمثل المغرب فيه وفد برئاسة وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر ٬ السيد لحسن الداودي٬ يناقش خلال هذه الدورة ٬ التي تسمر يومين٬ عدة قضايا تهم على الخصوص الأوضاع التربوية والثقافية والعلمية في فلسطين ومدينة القدس وخطة تطوير التعليم في الدول العربية وتقييم حصيلة الأنشطة التي قامت بها المنظمة خلال الفترة الماضية٬ بالإضافة إلى انتخاب مدير عام جديد الألكسو. *تعليق الصورة:الرئيس التونسي ٬ منصف المرزوقي