تم مساء أمس الجمعة بفاس٬ الإعلان رسميا عن إنشاء (الجامعة الاورو-متوسطية لفاس) تحت الرئاسة الشرفية للملك محمد السادس٬ وذلك خلال افتتاح أشغال منتدى فاس التاسع حول تحالف الحضارات والتنوع الثقافي والشراكة الأورو-متوسطية. ويأتي مشروع إحداث الجامعة الأورو-متوسطية لفاس من مبادرة ملكية٬ ويجد مرجعيته في الرسالة الموجهة من طرف الملك محمد السادس في شتنبر 2008 إلى الرئاسة المشتركة الفرنسية المصرية للاتحاد من أجل المتوسط٬ والتي عبر فيها عن إرادة المغرب في إنشاء جامعة أورو-متوسطية بفاس. وتمت الإشادة بهذه المبادرة وإقرارها في نونبر 2008 بمارسيليا (فرنسا) بمناسبة المؤتمر الوزاري للدول الأعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط، وفق وكالة الأنباء المغربية. وتم منح هذا المشروع صفة (مشروع أورو-متوسطي) بمناسبة اجتماع الموظفين السامين للاتحاد من أجل المتوسط في يونيو 2012 وهو ما يفتح إمكانيات للتمويل لدى المؤسسات الأوروبية وشراكات أكاديمية مدعومة من مؤسسات الفضاء الأورو-متوسطي. وعقدت الجامعة الأورو-متوسطية لفاس جمعيتها العامة التأسيسية في 24 نونبر الماضي بفاس برئاسة وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر لحسن الداودي. وتطمح هذه الجامعة إلى نشر المعرفة والتكوين والبحث من مستوى عال مع التركيز على مواضيع ذات فائدة بالنسبة للفضاء الأورو-متوسطي. كما تهدف الجامعة إلى أن تكون منبرا متميزا للتفكير المبني على القيم التي يحملها المغرب في مجال التسامح والحوار والتبادل بين الثقافات في المنطقة الأورو-متوسطية وقطبا للامتياز في مجال الخلق والإبداع المتطابق مع المعايير الدولية في ميدان الهندسة والبحث. ومن شأن هذا المشروع أن يساهم في خلق الثروة بواسطة المعرفة والمهارات العلمية والتكنولوجية إلى جانب مساهمة الجامعة في تكوين نخبة من المفكرين والباحثين حول القضايا الأورو-متوسطية والمجالات ذات الفائدة الكبرى بالنسبة للمغرب. وستتموقع الجامعة الأورو-متوسطية لفاس على شكل (مدينة) جامعية على مساحة تقدر بعدة هكتارات وستستقبل الطلبة والأساتذة والموظفين الإداريين والتقنيين من مختلف بلدان المنطقة الأورو-متوسطية إلى جانب طلبة من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والقارة الإفريقية. وستستفيد الجامعة الأورو-متوسطية لفاس في إنجاز مهامها من الطابع التاريخي والثقافي والاقتصادي للمملكة المغربية التي هي أرض اللقاءات والتبادل والحرية والتسامح وكذا من الموقع الجيوستراتجي الخاص الذي يجعل من المغرب نقطة التقاء وحلقة وصل تاريخي واقتصادي وسياسي بين إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا إضافة إلى الوضع المتقدم الذي يربط المغرب بالاتحاد الأوروبي والشراكات المتعددة للتبادل الحر المبرمة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية وبلدان أخرى . ويتأسس سير الجامعة الأورو-متوسطية لفاس على مجموعة من الركائز المبتكرة التي تجعل منها محركا للتنمية الجهوية والوطنية حول موضوعات ذات علاقة بالواقع الاجتماعي والاقتصادي للبلاد والتي تستجيب لحاجيات التنمية وتدعم في نفس الوقت الدور الذي يلعبه المغرب في الفضاء الأورو-متوسطي. وتتمثل هذه المرتكزات في مسار جامعي للامتياز يستجيب للمعايير الدولية ويغطي الأسلاك الثلاثة للتكوين في ميدان العلوم الإنسانية والاجتماعية (28 في المائة) والهندسة العلمية (72 في المائة) مع التركيز على موضوعات تهم المغرب والمنطقة الأورو-متوسطية وتوفير هيئة تدريسية مكونة أساسا من أساتذة باحثين متمكنين من البحث التطبيقي وفي مجال الابتكار بالإضافة إلى منحها للشهادات الجامعية المشتركة مع أفضل المؤسسات الأورو-متوسطية الشريكة مع توفير إقامات طويلة المدى للطلبة في المؤسسات الشريكة وفي الأوساط الصناعية الأورو-متوسطية. وسيبدأ التكوين بهذه الجامعة مع الدخول الجامعي لسنة 2015 ٬ ومن المتوقع أن يصل عدد الطلبة المنتسبين إلى هذه المؤسسة التعليمية العالية إلى 6000 طالب خلال سنة 2024 و 10000 طالب سنة 2032 بالإضافة إلى إنشاء مركز استشفائي جامعي وفتح التكوين في الطب والصيدلة. يشار إلى أن منتدى فاس التاسع حول تحالف الحضارات والتنوع الثقافي والشراكة الأورو-متوسطية الذي ينظمه (المركز المغربي متعدد التخصصات للدراسات الاستراتيجية والدولية) بتعاون وتنسيق مع عدد من الشركاء المغاربة والأجانب حول موضوع (التربية والتعليم وتنمية المجتمع في الوطن العربي .. التحديات والافاق) يبحث على مدى ثلاثة أيام المقاربات التي يجب اعتمادها لتقديم قراءة متأنية وواقعية لراهن ومستقبل التربية والتعليم والبحث العلمي وتطوير المناهج البيداغوجية وتنمية المجتمع في الوطن العربي. *تعليق الصورة: مدينة فاس.