فازت الأحزاب الداعية الى استقتاء تقرير المصير والانفصال عن اسبانيا بالانتخابات التي جرت يوم الأحد في منطقة كتالونيا شمال شرق هذا البلد الأوروبي، ويفتح هذا الفوز تساؤلات بشأن مستقبل هذه المنطقة. بينما صوت أغلب أفراد الجالية المغربية لصالح هذه الأحزاب الانفصالية لأنها الأكثر محاورة لهم من باقي الأحزاب الوطنية. في هذا الصدد، شهدت منطقة كتالونيا وعاصمتها برشلونة يوم الأحد انتخابات سابقة لأوانها جرت وكأنها استفتاء متقدم حول البقاء أو الانفصال عن اسبانيا لأن الحملة الانتخابية تمحورت حول هذا الموضوع أساسا، كما أن البرلمان الكتالاني صادق في آخر جلسة له قبل الدعوة الى الانتخابات المبكرة على قرار يدعو الحكومة المقبلة الى تنظيم استفتاء تقرير المصير. وفي هذه الانتخابات التي شهدت مشاركة مرتفعة بعشر نقاط عن انتخابات سنة 2010 والأعلى من نوعها خلال الثلاثين سنة الأخيرة بحوالى 70'، حصل حزب الوفاق والتجمع الكتالاني على 50 مقعدا حيث خسر 12 مقعدا عن سنة 2010 وكان زعيم الحزب ورئيس الحكومة المؤقتة أرثور ماس قد قاد حملته على أساس الانفصال عن اسبانيا. وحصل حزب اليسار الجمهوري الكتالاني على 21 مقعدا بعدما كان لديه فقط عشرة مقاعد في السابق وهو حزب متطرف لا يعترف بإسبانيا. وجاء في المركز الثالث الحزب الاشتراكي ب 20 مقعدا متبوعا بالحزب الشعبي الحاكم في مدريد ب 19 مقعدا. وعاد المركز الرابع الى اليسار الأخضر ب 13 مقعدا ثم حركة المواطنين بتسعة مقاعد واليسار البديل بثلاثة مقاعد بعدما لم يكن ممثلا في السابق وحزب اليسار الموحد- الخضر على 13 مقعدا. ومن خلال حصيلة أصوات الأحزاب الداعية الى الانفصال وتنظيم الاستفتاء وهي حزب التجمع والوفاق واليسار الجمهوري واليسار البديل فقد حصلت على 87 مقعدا وحصلت الأحزاب الوحدوية على 48 مقعدا فقط. ويؤكد أرثور ماس المرشح لتشكيل حكومة الحكم الذاتي أنه 'متشبث بالدعوة الى استفتاء تقرير المصير' خلال الولاية المقبلة. وبهذا، تكون منطقة كتالونيا مقبلة على استفتاء تقرير المصير الذي قد يؤدي الى انفصالها واستقلالها عن اسبانيا في حالة التفاهم بين حزبي التجمع الوفاق المحافظ واليسار الجمهوري حول الحكومة المقبلة لتنظيم استفتاء تقرير المصير. ويتابع المغرب هذه الانتخابات باهتمام كبير بسبب العلاقات التي تجمعه بإسبانيا وبكتالونيا كذلك وبسبب انخراط نشطاء من الجالية المغربية والحاصلين على الجنسية الإسبانية في الحملة الانتخابية. ويوجد في كتالونيا قرابة 275 ألف مغربي من أصل 850 ألفا في اسبانيا، ويتمتع أكثر من 20' بالجنسية الإسبانية والربع منهم يتعلق بمغاربة دون سن التصويت، ولهذا، فنسبة المغاربة الذين يحق لهم التصويت بسبب حملهم الجنسية الإسبانية يتراوحون ما بين 36 ألف و40 ألف مغربي. ونظرا لغياب آليات لمعرفة نوعية الأصوات وغياب استطلاعات رأي وسط الجالية المغربية تساعد عدد من المؤشرات على رصد صوت الناخب الكتالاني من أصل مغربي. في هذا الصدد، تفيد المعطيات أن المغاربة ينشطون سياسيا في الأحزاب ذات التوجه الاستقلالي وخاصة حزب التجمع والوفاق وحزب اليسار الجمهوري الكتالاني ثم اليسار الموحد- الخضر. وتوجد تجمعات خاصة بالمهاجرين وأغلبهم مغاربة وسط هذه الأحزاب. وكشفت جريدة 'الباييس' يوم 17 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري في مقال تحليلي حول الهجرة والانتخابات أن حزب الوفاق والتجمع وهو محافظ وفاز في الانتخابات التي جرت يومه الأحد عقد لقاءات مع مغاربة في مختلف المساجد في مدن كتالونيا لإقناعهم بالتصويت على حزبه.، بينما لم تقدم أحزاب أخرى على مبادرت مماثلة. ويقول مصدر مغربي من حزب الوفاق والتجمع ان 'مشاركة المغاربة لم تكن قوية، فعشرات الآلاف لهم الجنسية الإسبانية ولكن لم يتوجه أكثر من الثلث الى صناديق الاقتراع'. ويؤكد عدد من المغاربة في تصريحات لموقع ألف بوست الرقمي أن النقاشات التي دارت بين المغاربة في المقاهي والمساجد كلها كانت تصب في التصويت لصالح حزب الوفاق والتجمع وكذلك اليسار الجمهوري الكتالاني واليسار الموحد- الأخضر وقلة قليلة للحزب الاشتراكي. وهذا يعني أن أصوات المغاربة ذهبت للأحزاب التي تنادي باستقلال كتالونيا عن اسبانيا.