قال سعد الدين العثماني وزير الخارجية المغربي إنه لا يتوقع نجاح مهمة الأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية في سوريا لأن ما يراه في الأفق حاليا عكس ذلك، مبينا أن أسس الحل السياسي غير متوفرة ما دام أن هناك رفضا كاملا من نظام الرئيس بشار الأسد للانتقال السياسي السلمي في ظل استمرار استخدامه لآلة العنف ضد الشعب. واعتبر العثماني في حديث هاتفي ل«الشرق الأوسط» أمس، أن ما يحدث في سوريا اليوم يمثل مأزقا سياسيا حقيقيا وكارثة إنسانية وتدميرا للإرث الحضاري العريق مؤكدا أن المغرب بذل مساعي مختلفة في إطار مجموعة العمل العربية إلا أن تلك المبادرات لم تفلح في إقناع النظام السوري بالشروع في الحل في الوقت المناسب. ورجح أن ينعقد الاجتماع الرابع لأصدقاء الشعب السوري في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) القادم معيدا أسباب تأخره لارتباطات وزراء الدول الفاعلة في الملف إضافة لتوقيت انتخابات الرئاسة الأميركية. ولفت الوزير العثماني إلى أن العاهل المغربي الملك محمد السادس زار أمس المستشفى الميداني الذي أقامته المملكة المغربية في مخيم الزعتري في الأردن لعلاج النازحين السوريين، كاشفا أن إجمالي من تمت معالجتهم عبر 16 طبيبا بلغ 25 ألف سوري بينهم مصابون جراء القنابل التي استخدمها النظام مبينا أن ذلك يأتي في إطار دعم المملكة الأردنية لمواجهة العبء الثقيل للمتطلبات الإنسانية للاجئين السوريين الذين وصل عددهم هناك إلى 200 ألف لاجئ. ووصف وزير الخارجية المغربي ل«الشرق الأوسط» زيارة عاهل البلاد محمد السادس للسعودية ب«الناجحة» مشيرا إلى أنها ناقشت التهيئة للشراكة المتقدمة ودعم المشاريع التنموية بين المملكة المغربية ودول مجلس التعاون الخليجي وقد تشكلت لجنة تقنية لإتمام تفاصيل تلك الشراكة، بينما من المقرر أن يجتمع كبار مسؤولي المؤسسات الحكومية المغربية والسعودية في الرباط لوضع الترتيبات والتصورات لآفاق التعاون الثنائي بين البلدين قبل أن يلتقي نائب وزير الخارجية السعودي الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز في الرياض خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) القادم في إطار اجتماع اللجنة المشتركة السعودية المغربية. وأشار إلى أن حجم الدعم الخليجي للمغرب يصل ل«خمسة مليارات دولار» من أربع دول خليجية هي السعودية وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدث بواقع مليار و250 مليون دولار من كل دولة يتم دفعها على مدار خمس سنوات من خلال اللجنة المشتركة التي تتولى مهمة إجازة المشاريع. وذكر العثماني أن الدعم السعودي للمغرب يتضح من خلال تطوير السدود لتوفير المياه لسقي المساحات الزراعية الواسعة وبناء مستشفى جامعي كبير في أغادير ومستشفى ابن سينا الجامعي في الرباط وتجهيز المستشفى الذي بني مؤخرا في الشمال الشرقي في مدينة وجدة الواقعة في الشمال الشرقي من المغرب إضافة لبناء الموانئ حيث سيتم تجهيز ميناءين على ساحلي البحر المتوسط والمحيط الأطلسي وتطويرهما ليصبحا بمواصفات دولية حيث لا تستوعب حاليا بشكل كاف حركات الملاحة في المنطقة ومن المتوقع أن يكون لهما مردود مادي على الاقتصاد المغربي في مجال اتفاقيات التبادل التجاري بينها وبين مختلف الدول إضافة إلى أن 3 ملايين مغربي يعيشون في أوروبا سيستفيدون من تلك الموانئ أثناء رحلات السفر والعودة لديارهم.