يقوم العاهل المغربي الملك محمد السادس بزيارة عمل رسمية إلى أربع دول أعضاء في مجلس التعاون الخليجي ، في مقدمتها المملكة العربية السعودية وإمارة قطر والإمارات العربية المتحدة ثم دولة الكويت فالمملكة الأردنية ، التي يقيم بها المغرب مستشفى عسكريا بمنطقة الزعتري لتقديم الخدمات الطبية للاجئين السوريين الهاربين من بلادهم التي تشهد أعمال عنف مسلحة . وحسب بلاغ للديوان الملكي في الرباط ، فإن العاهل المغربي محمد السادس سيكون مرفوقا خلال زيارته هذه ، والتي تعد الأولى من نوعها خلال السنة الحالية ( 2012م ) ، بوفد رفيع المستوى من وزراء ومدراء ورجال أعمال ، كلهم سيقدمون للمسئولين في البلدان الخليجية الأربعة التي تشملها زيارته ، مشاريع مختارة هدفها خدمة العلاقات الاقتصادية البينية المغربية / الخليجية في ضوء الأولويات الوطنية للمغرب . وتراهن المملكة المغربية خلال الزيارة الملكية للخليج العربي على جذب التمويل الخليجي لإصدار مغربي لسندات سيادية قد تصل إلى مليار دولار ، وأن الحكومة المغربية التي يرأسها السيد عبد الإله بن كيران ، كانت قد أجلت إصدار تلك السندات إلى نهاية نوفمبر القادم حيث ستتم على شكل طلبات الاكتتاب التي يتلقاها من المستثمرين . وحسب مصادر مغربية متطابقة ، فإن زيارة العمل الرسمية للعاهل المغربي للبلدان الخليجية المذكورة ، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ، تعتمد العامل الاقتصادي لدرجة يغدو معها هو وحده المحدد الأساسي للتنمية البينية بين المغرب والبلدان الخليجية المذكورة دونما إعارة الاهتمام للأزمة الاقتصادية التي جانبت بلدان الخليج وضربت بلدان أوروبا وأثرت بشكل ملحوظ على المغرب . وتضيف المصادر ذاتها ، أن الزيارة الملكية لبلدان الخليج تعتبر تحولا استراتيجيا في السياسة الاقتصادية للمغرب ، الذي ظل يتمنع طيلة العقد الماضي عن فتح أبوابه أمام المال الخليجي . ومن جهتهم ، يرى مراقبون اقتصاديون ، أن بداية حكم محمد السادس عرفت ميلا عارما للنخبة الحاكمة نحو " تعريف المغرب كدولة أطلسية " ، وأن ما ينعم به المغرب من استقرار سياسي وأمن اجتماعي يؤهله لاستقبال الرسامين الخليجية واستثمارها في ظروف جيدة وملائمة تعود على الشعوب العربية بالرخاء والازدهار .