عقد وزراء بالمملكة العربية السعودية اجتماعاً مشتركاً مع مستشارين للملك محمّد السادس ووزراء يرافقون الملك المغربي ضمن جولته الخليجية المستهلّة يوم أمس من المملكة العربية السعودية، وقد تمّ ذلك بقصر المؤتمرات لمدينة جدّة.. كما استقبل الملك السعودي، بقصره ضمن ذات المدينة، الملك المغربي الذي كان قد حلّ بالبلاد قبل 24 ساعة. الجانب السعودي حضر بوزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، ووزير المالية إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ووزير الزراعة فهد بن عبدالرحمان بلغنيم، ووزير النقل جبارة الصريصري، ووزير الصحة عبدالله بن عبد العزيز الربيعة، ونائب رئيس الصندوق السعودي للتنمية يوسف بن إبراهيم البسام، والمستشار بوزارة البترول والثروة المعدنية عبدالرحمن بن محمد العبد الكريم. الاجتماع ضمّ من الجانب المغربي كلا من مستشاري الملك، فؤاد عالي الهمّة وعمرعزيمان وزليخة ناصري وياسر الزناكي، إضافة لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، ووزير الاقتصاد والمالية نزار بركة، ووزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش، ووزير التجهيز والنقل عزيز رباح، ووزير الصحة الحسين الوردي، ووزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة فؤاد الدويري. واعتبر وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودي أنّ ما يربط العاهل السعودي بنظيره المغربي "يأتي في عمق الروابط الأخوية"، وزاد ضمن كلمة افتتاحية للنقاش: "آمل أن يحقق هذا الاجتماع الأهداف المرجوه، في نطاق أعمال الوزارات المختصة في كلا البلدين ، وتحقيق ما تتطلع إليه القيادتان الرشيدتان". عزيمان قال إنّ الجانب المغربي "يرغب في أن تخرج الاجتماعات مع المسؤولين السعوديين باتفاقيات تحقق المزيد من التعاون في القطاعات كافة، تجسيدا لعمق العلاقات المتميزة بين البلدين، ولائقة بعلاقة الملكين محمد السادس وعبد الله بن عبدالعزيز التي هي أخوية وتندرج ضمن عمق العلاقة التاريخية بين المغرب والسعودية". وزير الأوقاف الشعودي اعتبر بلاده "دائماً وفيّة بالتزاماتها"، وقال عقب الاجتماع إنّه "ناقش عدداً من المشروعات التنموية المهمة في المملكة المغربية، التي تتعلق بالقطاع الفلاحي والزراعي والقطاع الفندقي، والنقل والمواصلات، والقطاع الصحي والقطاع التعليمي".. كما زاد أنّ "الوزراء ناقشوا هذه المشروعات التنموية المطروحة على جدول الاجتماع، وتوصل الوزراء إلى توافق في وجهات النظر حولها، وسوف تشكل لجان تنفيذية تدرس تفاصيل تلك المشروعات التنموية"، وأردف: "خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حريص على دعم التنمية في المملكة المغربية الشقيقة ، وحريص على أن يكون الدعم السعودي عبر الصندوق السعودي للتنمية". أمّا وزير المالية السعودي، إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، فقد صرّح بكون الموعد "عرف مناقشة كل ملفات التعاون بين البلدين، وكانت ملفات مهمة، خاصة ما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية وجوانب دعم هذا التوجه وتعزيزه، سواء فيما يتعلق بدور القطاع الخاص آو المشاريع التي تدعم هذا الجانب"، وزاد: تمت مناقشة الاستثمارات بين البلدين، ودور صندوق التنمية السعودي للتنمية في المغرب، إضافة إلى دور الصندوق في قطاعات الصحة والنقل والري والزراعة والقطاعات الأخرى". كما قال العساف: "الصندوق السعودي للتنمية له دور كبير جداً، في الماضي، بدعم التنمية في المغرب، وسوف يستمر في المرحلة القادمة.. هناك قرار من قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لدعم المملكة المغربية والمملكة الأردنية الهاشمية، وهو دعم مشترك بين أربع دول من ضمنهم المملكة العربية السعودية.. القرار ينص على دعم المغرب بخمسة مليارات دولار، منها مليار و250 مليون دولار حصة المملكة السعودية من هذا الدعم، وهو من الصندوق السعودي للتنمية". "هناك قطاعات مهمة في المغرب أعطيت الأولوية لخدمة البيئة الاستثمارية، وهي من أفضل البيئات الاستثمارية في الدول العربية، وهناك إقبال من القطاع الخاص السعودي على الاستثمار السياحي والصناعي والزراعي وكذلك الموانيء التي تدعم قطاع النقل".. يقول العساف قبل أن يزيد: "السعودية والمغرب قطعتا شوطاً كبيراً فيما يتعلق بالمشروعات التي سيمولها الصندوق السعودي للتنمية، وتم الاتفاق على أن تكون هناك لجنة فنية في هذا الجانب، فالمسؤولون عن الصندوق السعودي التنمية سيتوجهون إلى المغرب للبحث النهائي في هذه المشروعات والبدء فوراً في التنفيذ". وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي، سعد الدين العثماني، قال إن اجتماعات الوزراء "تطرقت لأسس تنمية العلاقات والشراكة المستقبلية بين البلدين وتقديم الدعم التنموي السعودي لجهود المملكة المغربية لتنمية اقتصادية واجتماعية رائدة"، "لقد استعرضت مختلف المشروعات الجاهزة للتموين، واتفق على تشكيل لجنة تقنية فنية في الأسابيع المقبلة لتدقيق كل ما يتعلق بهذه المشروعات ووضعها موضع التنفيذ، وهناك جو أخوي كبير ساد الاجتماعات" يزيد العثماني. كما اعتبر العثماني أن توجه الرباط "منخرط في انجاح التكامل الاقتصادي بين دول مجلس التعاون الخليجي والمغرب، إضافة إلى السعي لتحقيق تكامل مع دول المنطقة المغاربية.."، السعودية ستسثمر في مجال الطاقة، حيث سيتم انشاء أكبر مركز عالمي لإنتاج الطاقة الشمسية.. هناك بيئة استثمار مشجعة، ونحن عازمون على تطوير شروط وظروف استقبال القطاع الخاص السعودي وتقديم التسهيلات له بشكل أكبر و أعم و أشمل" يزيد العثماني.