يحتفي المتحف البريطاني بتاريخ العلاقات الدبلوماسية البريطانية المغربية وذلك على هامش تنظيم معرض حول أعمال المسرحي الكبير ويليام شكسبير. ويسعى المعرض الذي يستمر إلى غاية 25 نونبر المقبل إلى تمكين الزوار من فرصة فريدة للتعرف على روح وفكر هذا المسرحي سعيا وراء الوقوف على تاريخ مدينة لندن إبان القرن ال 16 ومن بين المعروضات التي تسترعي انتباه الزوار٬ تبرز لوحتان متجاورتان لكل من الملكة إليزابيث الأولى والسفير عبد الواحد بن مسعود بن محمد عنون رسول السلطان المغرب إلى بلاط عاهلة إنجلترا، وفق وكالة الأنباء المغربية. ويؤكد القائمون على المعرض أن اختيار اللوحتين لم يأت بشكل اعتباطي وإنما يعد إشارة إلى الثراء والتنوع الذي وسع العلاقات بين البلدين خلال القرنين 16 و17 فضلا عن إظهار مدى سحر وإعجاب ويليام شكسبير بالسفير المغربي. وتشير كثير من الدلائل والمراجع التاريخية إلى أن السفير عنون أثر٬ بفضل شخصيته القوية والكاريزمية وثقافته الموسوعية٬ بشكل كبير في شكسبير بشكل جعله يستلهمه في خلق الشخصية المسرحية الشهيرة "عطيل". وكان السلطان أحمد المنصور قد أوفد السفير عبد الواحد بن مسعود بن محمد عنون خلال سنة 1600 م إلى بلاط الملكة إليزابيث الأولى بهدف الدفع في اتجاه إقامة تحالف مغربي انجليزي. والواضح أن مقام السفير عنون في بريطانيا طيلة ستة أشهر٬ وإلى جانب مساهمته الكبيرة في تعزيز العلاقات بين المملكتين في مواجهة خصمهما الاسباني المشترك٬ قد ترك آثارا واضحة لا تمحى في ذاكرة المجتمع الانجليزي. وقد عكست العديد من المؤلفات الأدبية التي واكبت العصر الذهبي للملكة إليزابيث الأولى مدى السحر والتأثير الكبير الذي مارسه السفير المغربي إبان تلك الفترة. وتجدر الإشارة إلى أن معرض "شكسبير: جمع العالم على خشبة المسرح" يعد محاولة فنية وتاريخية لرصد بزوغ دور لندن كمدينة عالمية. ويضم المعرض أزيد من 190 قطعة تم استقدامها من مجموعات بريطانية ودولية خاصة تبرز بوضوح الدور الذي لعبه شكسبير كشاهد على التحولات التي عاشتها انجلترا في عهد الملكة إليزابيث الأولى. *تعليق الصورة: الكاتب المسرحي ويليام شكسبير.