اتهمت جريدة "الشروق" الجزائرية القريبة من مفاصل السلطة، المغرب واللوبيات العاملة لمصلحته في فرنسا، بالعمل على إفشال الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي للجزائر الخريف المقبل. وتعتقد "الشروق" دون الاعتماد على مصادر موثقة أن "الفلول" الذين تركهم الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، في الدولة والمخابرات ومراكز القرار والتأثير، يعملون لعرقلة تقارب بين فرنسا ومستعمرتها السابقة في المغرب العربي. وأشارت "الشروق" إلى قضية مطالبة الجزائر باستعادة مدفع "بابا مرزوق " الأثري، لما له من رمزية وقيمة تاريخية باعتباره استعمل في الدفاع عن العاصمة الجزائرية لصد هجومات الغزاة، عبرت الجزائر عن الرغبة في ترحيله من فرسنا وعودته إلى موطنه الأصلي. وذهبت "الشروق" إلى أن جهة ما في وزارة الدفاع الفرنسية، هي التي سربت خبر مطالبة الجزائر باسترجاع المدفع، حتى يتحول إلى نقطة خلاف بين الدولتين الفرنسية والجزائرية أثناء زيارة "هولاند"، مع الإشارة إلى أن هذه الأخيرة أي الجزائر سارعت إلى نفي أن تكون قد طلبت رسميا إعادة المدفع، موضحة أن الاسترداد سيكون موضوع محادثات بين الطرفين. وكانت عدة صحف جزائرية، بالعربية والفرنسية، أثارت موضوع المدفع بشكل حماسي، وخصصت له مساحات على صفحاتها، بالنظرإلى رمزيته التاريخية خاصة وأن الرغبة في إرجاعه تتزامن مع احتفال البلاد بخمسينية الاستقلال. يذكر أن وزير خارجية فرنسا "رولان فابيوس" زار الجزائر في الأسابيع الأخيرة، ومن المرجح أن يزورها في اكتوبر "مانويل فالس "وزير الداخلية الذي سبق أن زار المغرب في الأيام الأخيرة . تجدر الإشارة أيضا إلى أن الرئيس الفرنسي اجتمع في قصر الإيليزيه بباريس بالعاهل المغربي الملك محمد السادس أثناء وجود هذا الأخير في إجازة خاصة بالديار الفرنسية. وتم الاستقبال في اعقاب تسلم "هولاند" السلطة رسميا من سلفه "ساركوزي". وتحرص فرنسا على علاقات متوازنة بين الرباطوالجزائر، لما لهما من أهمية بالنسبة إليها اقتصادية وإستراتيجية، دون استبعاد حدوث خلافات في وجهات النظر بين فرنساوالجزائر، على خلفية عدد من القضايا الإقليمية منها نزاع الصحراء وكيفية معالجة الأزمة في "مالي" وكذا تفعيل بناء المغرب العربي. *تعليق الصورة: الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.