جاءت ليلة الخميس إلى الجمعة في السهرة الثامنة من عمر مهرجان "جميلة العربي" مختلفة عن سابقاتها، طبعها الفن الشعبي المغربي بعد أن تألق فيها الفنان عبد الله الداودي. وتمكن الداودي الذي يشارك للمرة الأولى في هذه التظاهرة الثقافية من إطراب الحضور وسافر بهم في عمق التراث والفلكلور المغربي الأصيل ومنحهم ساعات من الفرح والاستمتاع الحقيقي من خلال تأديته مجموعة من أغانيه المعروفة. وقد أضفى الجمهور الذي حضر بكثافة وتواصل مع السهرة إلى غاية الثانية من فجر اليوم الجمعة، أجواء خاصة ولوحظ عليه تجاوب كبير مع هذا الطابع الذي يحظى بإقبال وتفاعل لدى الجمهور الجزائري فرقصوا على نغماته. ومن بين ما غنى "الداودي" لجمهور جميلة "مالو" و"ولد عمي" و "أنت حبيبي" و"أصبري اصبري ". ولم تقتصر سهرة أمس على الطابع المغربي الشعبي فحسب بل شملت أيضا الطابع الجزائري بأنواعه القبائلي والراي والشاوي، حيث واصل السهرة نخبة من الفنانين الجزائريين، قدموا باقة من الأغاني أمتعت الحضور بميدان ملعب "محمد قصاب" و حركت أحاسيسه. فما إن اعتلى صاحب أغنية الراي، الشاب نجيم حتى بدأ الجمهور في التصفيق والتصفير كونه دغدغ أحاسيسهم ومشاعرهم بجملة من أغانيه المعروفة منها "يالزينة" و" ميمتي". وفسح المجال بعدها لكل من الفنان كمال ملوك، الذي تفاعل الجمهور مع أغنية "داك المرسم" وعليلو الذي تميز من جهته بأدائه أغاني قبائلية و برقصات خفيفة إلى غاية الساعات الأولى من الفجر ،منها "ارواح ارواح" و "ازواو" و"ايما". واختتم الحفل الشاب، فوزي، الذي قدم هو أيضا وبالطابع الشاوي وبإيقاع عصري، مجموعة من الأغاني يغلب عليها العرائسي تعكس مدى الثراء والزخم الفني الذي تزخر به الأغنية الجزائرية حيث صفق لها الجمهور كثيرا وتفاعل معها وتمايل مع إيقاعاتها رغم تأخر الوقت وحرارة الطقس . وستكون سهرة اليوم وهي الليلة ما قبل الأخيرة من المهرجان، خاصة حيث من المنتظر أن يحييها الفنان التونسي صابر الرباعي، الذي سبق له وأن شارك في فعاليات مهرجان "جميلة" العربي. *تعليق الصورة: الفنان عبد الله الداودي