قال أندريه أزولاي٬ مستشار العاهل المغربي٬ والرئيس المؤسس لجمعية "الصويرة موغادور"٬ إن مهرجان كناوة وموسيقى العالم ٬ الذي يحتفل هذه السنة بدورته الخامسة عشرة٬ يعتبر إحدى المعالم المشرقة الدالة على الانفتاح والحداثة بالمغرب التي ينبغي أن يعتز بها بقوة في وقت يشهد فيه العالم انكماشا على مستوى الهوية والثقافة. وأوضح أزولاي في حوار خص به وكالة الأنباء المغربية ٬ على هامش انطلاق الدورة ال15 لمهرجان كناوة وموسيقى العالم ٬ أنه " من المهم أن يرسل المغرب هذه الإشارات وهذه الرسائل المفعمة بالحداثة إلى باقي دول العالم"٬ مشيرا إلى "أن قيام المغرب بذلك في يونيو 2012 يكتسي أهمية أكثر من السنوات السابقة". وأضاف أنه "بالنظر إلى تاريخنا كشعب مغربي٬ وإلى دستورنا٬ نعي جيدا القدرة التي اكتسبها المغرب على الجمع بين كل هذه الروحانيات والحضارات التي ساهمت في تشكيل مجتمعنا وتاريخنا" مبرزا أن المغاربة تمكنوا من تحقيق الاجماع والائتلاف حول المواضيع التي تعود الآخرون على النفور منها أو اقصائها أو الانزواء في مربع الخوف " لنجد في هذه القدرة التي منحنا اياها المغرب الشجاعة على سرد تاريخنا المشترك". في الصويرة٬ يقول أزولاي٬ تشكل الموسيقى " تلك الباب المفتوحة على مصراعيها أمام كل القيم التي نعتز بها" معربا عن سعادته للنجاح الذي حققه المهرجان على امتداد 15 سنة من خلال استقطابه للملايين من المغاربة والأجانب الذين يفدون على الصويرة لتقاسم لحظات مفعمة بالمشاعر والتبادل والتفاعل. وبعد أن اعتبر الرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موغادور٬ الدورة الحالية للمهرجان مناسبة سانحة لتقييم ما تم انجازه منذ الانطلاقة سنة 1998٬ أشار الى أنه "بعد التشكيك والاندهاش الذي خيم حول المهرجان خلال السنوات الأولى٬ ارتأينا أنه من الضروري رد الاعتبار إلى "المعلمين" الكناوة الذين هم جزء من عائلتنا ومن تراثنا الذي همشناه لمدة سنوات"٬ مؤكدا أنه تمكن من رفع هذا التحدي الذي كان في البداية مثيرا للاندهاش. وأشاد أزولاي بالدور الذي لعبه المجتمع المدني الذي انخرط لتحقيق النجاح الذي حققه المهرجان وكذا بالالتزام والعمل الدؤوب الذي ميز الفريق الذي يشرف على تنظيم المهرجان والذي تمكن من ضمان الاستمرارية لهذه التظاهرة بالرغم من الصعوبات والعوائق. وقال أزولاي إن المهرجان يعرف سنة بعد سنة مزيدا من الحماس٬ ومزيدا من الانخراط مشيرا إلى أن هذه الميزة أتاحت الفرصة ل" معلمين" كناوة لإبهار الجمهور بقدرتهم على حمل رسالة التراث المغربي وايصاله إلى الآخرين وكسب احترام مبدعين في موسيقى العالم وموسيقى الجاز الذين يأتون للصويرة. وأبرز أن هذه التظاهرة تؤكد مثلها في ذلك مثل مهرجان "الأندلسيات الأطلسية"٬ الذي يعتبر المهرجان الوحيد في العالم الذي يلتقي فيه الشعراء والموسيقيون والمنشدون اليهود والمسلمين ليرددوا جميعا ابداعات كتبت قبل قرون٬ أن المغرب عرف كيف يحافظ على قيم الوحدة والانفتاح. وبخصوص الدافع وراء اختيار موضوع "حركية المجتمعات، حرية الثقافات" كمحور أساسي للمنتدى المنظم في إطار المهرجان٬ قال السيد أزولاي إن هذا الموضوع شكل على الدوام مرجعية لمهرجان الصويرة منذ إطلاقه موضحا أنه خلال مهرجان كناوة أو المهرجانات الأخرى التي تنظم بمدينة الأليزي٬ كانت الموسيقى دائما مدعوة في ضيافة الفكر. وأضاف أن منتدى هذه السنة سيبرز مدى فعالية الموسيقى وقدرتها على تعزيز التواصل في وقت تعجز فيه الأيديولوجيات والنظريات الاقتصادية عن المسايرة. *تعليق الصورة: لقطة من مهرجان كناوة بالصويرة - ارشيف