ترأس رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، الذي يقوم حاليا بزيارة عمل لتونس٬ بعد ظهر اليوم الخميس٬ إلى جانب نظيره التونسي حمادي الجبالي٬ جلسة محادثات موسعة خصصت لبحث سبل تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين٬ بالإضافة إلى استعراض الجهود الرامية إلى تحقيق التكامل المغاربي. وحضر هذه الجلسة عن الجانب المغربي كل من محمد الوفا وزير التربية الوطنية، وإدريس الأزمي الإدريسي الوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية٬ ونجيب زروالي وارثي سفير المغرب بتونس٬ فيما حضرها عن الجانب التونسي وزراء الدفاع والمالية والتجارة والصناعة والعدل والتربية وكاتب الدولة في الخارجية المكلف بالشؤون العربية والإفريقية،وفق وكالة الأنباء المغربية. وعقب هذه المحادثات٬ أكد ابن كيران والجبالي٬ في ندوة صحفية مشتركة٬ عزم الجانبين المغربي والتونسي على النهوض بالتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين ليرقى إلى مستوى علاقتهما السياسية المتميزة٬ تجسيدا للإرادة السياسية المعبر عنها في المغرب وتونس في أكثر من مناسبة. وفي هذا السياق٬ أعلن حمادي الجبالي أن الوفدين اتفقا على عقد الدورة المقبلة للجنة العليا المشتركة المغربية التونسية بالرباط في 15 يونيو القادم برئاسة رئيسي الحكومة في البلدين٬ ستخصص لبحث قضايا التعاون الثنائي في شتى المجالات وتفعيل الاتفاقيات المبرمة بينهما٬ موضحا أن اللجان القطاعية والفنية المشتركة تواصل اجتماعاتها حاليا استعدادا لهذا اللقاء٬ الذي "نريد أن يكون جادا وعمليا يرقى بالتعاون إلى مستوى العلاقات السياسية". وبعد أن أشار إلى أن زيارة ابن كيران لتونس تمثل تجسيدا للإرادة السياسية للحكومتين في المضي قدما في اتجاه الارتقاء بالتعاون المشترك٬ سجل "بكل اعتزاز التفاهم السياسي القائم بين الجانبين". ولاحظ الجبالي أن التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري يبقى٬ مع ذلك٬ "ضعيفا ودون مستوى طموحاتنا وما عبر عنه البلدان من إرادة سياسية"٬ مشيرا٬ في هذا السياق٬ إلى أن حجم هذه المبادلات لا يتجاوز 150 مليون دولار٬ وشدد على ضرورة الارتقاء بالتعاون الاقتصادي سواء على المستوى الثنائي أو على الصعيد المغاربي والعربي. وأوضح أن محادثات الوفدين المغربي والتونسي تناولت كل المواضيع الاقتصادية والسياسية التي تهم البلدين٬ وشددا على ضرورة تضافر الجهود من أجل استكمال البناء الاقتصادي المغاربي. من جانبه٬ ذكر ابن كيران بالعلاقات "التاريخية المتينة التي جمعت على الدوام" بين الشعبين المغربي والتونسي٬ مسجلا أن هذه العلاقات "لم تنقطع رغم الظروف الصعبة التي مررنا بها والعراقيل التي حالت دون أن يصل التعاون إلى المستوى المطلوب". وأضاف أن تونس والمغرب تحذوهما الرغبة والإرادة للنهوض بالتعاون الحقيقي الذي يكون مربحا للجميع٬ وذلك من خلال "تكسير كافة الحواجز التي تحول دون تحقيق هذا الهدف٬ في أفق تحقيق التكامل الاقتصادي على الضفة الجنوبية للمتوسط في مقابل ما يجري في أوروبا وليس في مواجهتها"٬ مؤكدا أن هذا هو الخيار الوحيد القادر على مواكبة التطورات التي يعرفها العالم. ولدى سؤاله عن مسألة فتح الحدود بين المغرب والجزائر٬ أوضح ابن كيران أن هذه الحدود مفتوحة من الجانب المغربي٬ أما من الجانب الجزائري فإن القرار "يعود إلى إخواننا الجزائريين". *تعليق الصورة: رئيس الحكومة المغربي عبد الاله بنكيران ونطيره التونسي حمادي الجبالي الصورة نقلا عن وكالة الانباء التونسية