استمع القاضي الفرنسي مارك ترفيديش المختص بملفات مكافحة الارهاب، والذي يتولى التحقيق في مقتل الرهبان الفرنسيين السبعة في الجزائر عام 1996، امس في بريطانيا الى شهادة كريم مولاي، العميل السابق للمخابرات الجزائرية، واللاجئ السياسي حاليا في بريطانيا منذ 2001. وجرى الاستماع الى شهادته بحضور ممثلين عن وزارة الخارجية البريطانية واجهزة المخابرات البريطانية. وقال مولاي لموقع "مغارب كم" في اتصال عبر السكايب ، ان جلسة الاستماع دامت حوالي سبع ساعات، وانها تناولت بالاساس شهادته عن مقتل الرهبان السبعة، قبل ان يتشعب الحديث الى قضايا تخص العلاقات بين المخابرات الجزائرية ونظيرتها الفرنسية، وايضا المجازر التي ارتكبتها المخابرات الجزائرية في حق المدنيين العزل في عقد التسعينات من القرن الماضي، اضافة الى مساره في دهاليز المخابرات الجزائرية مابين 1987و2001. وكشف مولاي ان القاضي الفرنسي وجه له اكثر من 150 سؤالا، وعلى ضوء إجابته، سأله القاضي الفرنسي أسئلة اخرى تقارب ال 20 ، تلتها اسئلة اخرى تتعلق برأيه في بعض الاحداث الارهابية في الجزائر. وذكر عميل المخابرات الجزائرية السابق، واللاجىء حاليا في بريطانيا، انه طلب من القاضي الفرنسي في ختام اللقاء إيصال ثلاث رسائل الى السلطات الفرنسية، وتعهد القاضي بإيصالها، لكن مولاي رفض الإفصاح عن محتواها. كما امتنع مولاي عن الإدلاء بالمزيد من التوضيحات حول تفاصيل اللقاء مع القاضي الفرنسي، مشيرا الى انه سيأتي الوقت الذي يكشف فيه هذه الأشياء . واعتبر مولاي الاستماع اليه كشاهد في قضية الرهبان السبعة خطوة جبارة في مساره لكشف حقيقة النظام المخابراتي الجزائري. وجدد مولاي اتهامه للمخابرات الجزائرية بالوقوف وراء مقتل الرهبان الفرنسيين السبعة. واعتبر الإدلاء بشهادته في الموضوع ليس خيانة لوطنه بقدر ماهو واجب أخلاقي تجاه من قُتل على يد المخابرات من مسلمين ومسيحين.معتبرا شهادته جزءا من اظهار حقيقة ما ارتكبته المخابرات الجزائرية خلال عقدين من الزمن .