كشف المنشق الجزائري، كريم مولاي، ان السلطات القضائية الفرنسية ستستمع الى شهادته بشأن مقتل الرهبان الفرنسيين السبعة في منطقة المديةبالجزائر عام 1996، وذلك يوم الثلاثاء المقبل. وقال مولاي، وهو عميل سابق للمخابرات الجزائرية، ويقيم حاليا في بريطانيا، في اتصال هاتفي مع موقع "مغارب كم" ان الاستماع اليه سيتم في بريطانيا وبحضور ممثلين عن وزارة الخارجية البريطانية وأجهزة المخابرات البريطانية". وقال مولاي إنه تلقى يوم الجمعة 9 مارس الماضي، طلبا رسميا من السلطات الفرنسية عبرت فيه عن رغبتها في الاستماع الى شهادته بشأن مقتل الرهبان الفرنسيين السبعة، بعد استماعها في وقت سابق لشاهد جزائري آخر يعيش في المنفى. يذكرأن الرهبان الفرنسيين السبعة كان قد تم اختطافهم ليل 26 27 مارس 1996 من ديرهم المعزول قرب المدية (80 كلم جنوبالجزائر العاصمة)، وتبنت الجماعة الإسلامية المسلحة التي كان يتزعمها جمال زيتوني، انذاك خطفهم واغتيالهم، وثم العثور على رؤوسهم مقطوعة يوم 30 ماي على قارعة طريق جبلية. بيد ان مولاي، الذي عمل في صفوف المخابرات الجزائرية ما بين عامي 1987 و2001، له رواية أخرى بشأن ظروف مقتل الرهبان السبعة ، ويتهم المخابرات الجزائرية بالتورط في ذلك. وكان مولاي قد أدلى بشهادته ضمن برنامج وثائقي بث في قناة "كنال بلوس" الفرنسية، تحت اسم "جريمة في تيبحرين"، أكد فيها أنه تم اغتيال الرهبان الفرنسيين السبع بين 25 و27 أبريل 1996، وأنه تم إعدامهم داخل المركز الإقليمي للبحث والتحريات في البليدة، وذكر بعض أسماء المنفذين لهذه العملية. الا ان الرواية الرسمية الجزائرية تقول إن الرهبان السبعة اختطفوا ليلة 26 - 27 مارس 1996 من طرف جماعة اسلامية مسلحة،التي تبنت العملية، قبل أن تتصل بالسفارة الفرنسية في الجزائر للتفاوض حول الافراج عنهم ،مقابل إفراج فرنسا عن معتقلين إسلاميين، وهددت بذبح الرهبان إذا لم تستجب باريس لمطالبها، وفي 23 ماي 1996 أعلنت الجماعة الخاطفة أنها أعدمت الرهبان، ليتم بعد ذلك العثور على رؤوسهم مفصولة عن أجسادهم قرب المدية. ووصف مولاي شهادته المقبلة بانها "امتداد للعهد الذي قطعه على نفسه" لكشف مؤامرات النظام الجزائري، مشيرا الى أن هذه الشهادة هي جزء من المعركة التي يواجهها يوميا ضد المخابرات الجزائرية من اجل تنوير الرأي العام الجزائري بالحقيقة".