أكد أحمد غزالي رئيس الهيئة المغربية العليا للاتصال السمعي البصري٬ أمس الجمعة بالدارالبيضاء٬ أن وسائل الاتصال السمعي البصري ساهمت في السنوات الأخيرة بصورة ملحوظة في التحولات التي يعرفها المجتمع المغربي. وأوضح غزالي٬ في محاضرة نظمها مركز الأبحاث القانونية والاقتصادية والاجتماعية بكلية الحقوق حول "دور وسائل الإعلام في التحول الاجتماعي"٬ أن المشهد السمعي البصري المغربي تعزز دوره خلال العقدين الأخيرين في الدينامية التي عرفها المجتمع المغربي٬ مشيرا إلى أن هذا الدور تجلى على الخصوص في مواكبة عملية التحديث والانتقال الديمقراطي التي شهدتها المملكة في السنوات الأخيرة، حسب وكالة الأنباء المغربية. وأضاف غزالي أن تأثير وسائل الإعلام السمعية البصرية داخل المجتمع المغربي يعود إلى عوامل منها تحرير هذا القطاع منذ 2002٬ وتعدد القنوات التلفزية الأرضية والفضائية٬ وانتشار الأجهزة التلفزية٬ مبرزا أن 80ر95 في المائة من المغاربة يتوفرون على جهاز للتلفزيون. وأكد رئيس الهيئة أن تمكين الفاعلين السياسيين والمدنيين٬ من أحزاب وجمعيات ومنظمات وخبراء وجامعيين٬ من التواصل مع المجتمع عبر وسائل الاتصال السمعية البصرية بصورة عادلة ومتكافئة٬ وخاصة خلال الاستحقاقات الانتخابية٬ أتاح لهذه الوسائل وظائف اجتماعية وسياسية جديدة جعل منها رافعة مهمة للتغيير. وأضاف أن من بين هذه الوظائف تسريع وتيرة الانتقال الديمقراطي٬ والتحول في السلوك السياسي للمجتمع من خلال التجاوب مع الرسائل التي يتم بثها داخل الفضاء السمعي البصري. واستعرض المتدخل عددا من النصوص القانونية المنظمة للمشهد السمعي البصري بالمغرب٬ منها على الخصوص ظهير 31 غشت 2002 القاضي بإنشاء الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري٬ والقانون رقم 03. 77 المتعلق بالاتصال السمعي البصري٬ الذي يعتبر إصلاح المجال السمعي البصري الوطني من المكونات الهامة للمنحى الإصلاحي العام٬ لما له من دور في تكريس قيم الحرية والتعددية والحداثة والانفتاح٬ واحترام حقوق الإنسان وصيانة كرامته وتأهيل المغرب سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا. كما تطرق غزالي إلى دور الهيئة في السهر على التقيد بتعددية التعبير عن تيارات الفكر والرأي٬ ولاسيما ما يتعلق بالإعلام السياسي٬ سواء من قبل القطاع الخاص٬ أو من القطاع العام للاتصال السمعي البصري. يذكر أن هذا اللقاء٬ الذي حضره عدد من الجامعيين والطلبة والمهتمين٬ يندرج ضمن الأنشطة العلمية التي ينظمها المركز من أجل خلق تواصل بين طلبة الجامعة والفاعلين السياسيين والمدنيين.