الرباط "مغارب كم": محمد بوخزار في بادرة مخالفة للموقف الذي اتخذه المغاربة من ذكرى مرور قرن على فرض الحماية على بلدهم من طرف قوتين استعماريتين متحالفتين عام 1912، احتفلت إسبانيا شريكة فرنسا في انتزاع السيادة من المغرب، بالمناسبة في مدينتي سبتة ومليلية، الثغرين المحتلين اللذين ترفض مدريد إعادتهما إلى أصحابهما الشرعيين. وفي هذا السياق نظمت جامعة "لا أونيد" التي ينتسب إليها الطلبة لمتابعة دراساتهم عن بعد، أياما دراسية، الأولى احتضنتها مدينة مليلية برعاية الحكومة المحلية الأسبوع المنتهي والثانية ستقام في مدينة سبتة. ويبدو مم خلال برنامج الأيام الدراسية الذي تطرقت إليه بعض الصحف الوطنية والمحلية أن الجامعة دعت باحثين ومؤرخين وضباطا متقاعدين في الجيش الإسباني، إلى جانب خبراء في القانون والعلاقات الدولية، سلطوا الأضواء كل من زاوية اهتمامه على السياق الاجتماعي والسياسي والعسكري الذي طبع مرحلة ما قبل الحماية في كل من إسبانيا والمغرب، وركزوا بالخصوص على الصراعات السياسية الداخلية في بلد الاحتلال، بين أنصار الجمهوريين والقوى المحافظة وخاصة في ظلال الجمهورية الثانية التي حكمت البلاد من 1931إلى 1936، تاريخ التمرد عليها من طرف الجنرال "فرانكو" كما بحث العارضون مراحل تطور العلاقات الإشكالية بين المغرب وجارته في الشمال. وحدد المنظمون الغرض من تنظيم الأيام الدراسية في معرفة أكثر عمقا لملابسات القرن الماضي بما يعنيه من تسليط الأضواء على الأمجاد العسكرية لإسبانيا خارج التراب الوطني وكذا على دور " التيار الإفريقاني" الذي يعتبر الممهد الفكري لاحتلال المغرب، تحت مبررات و أسباب إنسانية مزعومة، ليست هي التي دفعت العسكريين في جميع الأحوال،للغزو العسكري محو سيادة السلطة المخزنية بالمغرب والاحتفاظ لها بدور رمزي. يذكر ان المغرب، لم يول المناسبة أي اهتمام وأدار ظهره لها وكأنها ليست حدثا مفصليا في تاريخه الوطني المعاصر، ولم تظهر كتب جديدة عن الموضوع سواء عن الاستعمار الفرنسي أو الإسباني، باستثناء ما بادرت إليه بعض الصحف اليومية التي خصصت بعض الصفحات لتذكير قرائها المغاربة بماضي وطنهم وما عانوه على أيدي القوى الاستعمارية من تكالب وأطماع. تجدر الإشارة إلى أن سبتة تحتضن الأرشيف العسكري الإسباني المتعلق بحروبها ومغامراتها العسكرية بالمغرب في شماله وأقصى جنوبه في منطقة الصحراء.