قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون٬ سعد الدين العثماني٬إن مؤتمر "أصدقاء سوريا" الذي انعقد في تونس، هو "بداية مسلسل مستمر لحشد تأييد دولي واسع في المنتظم الدولي حول المبادرة العربية لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية٬ لن يتوقف إلا بعد إيجاد حل سياسي ينتهي بإقامة دولة ديمقراطية حرة في سوريا". وأوضح العثماني٬ الذي ترأس الوفد المغربي في أشغال هذا المؤتمر الدولي٬ في تصريح لوكالة الأنباء المغربية٬في هذا السياق، أن الاجتماع الثاني لمؤتمر "أصدقاء الشعب السوري" سيعقد بعد فترة قصيرة في تركيا٬ يليه مؤتمر ثالث في العاصمة الفرنسية باريس. وأضاف وزير الخارجية أنه تقرر٬ في هذا الإطار أيضا٬ القيام بعمل إنساني عاجل لنجدة الشعب السوري٬ الذي أصبح يعيش اليوم "مأساة إنسانية حقيقية" في العديد من المناطق داخل الأراضي السورية٬ مشيرا إلى وجود مناطق منكوبة ومنقطعة عن العالم٬ وأخرى محرومة من الماء والكهرباء والمواد الغذائية٬ ومناطق يموت فيها الأطفال بسبب نقص الغذاء والدواء. وقال إن المجتمعين في إطار مؤتمر "أصدقاء الشعب السوري" دعوا إلى ضرورة فتح ممرات وقنوات داخل سورية من أجل إيصال مساعدات إنسانية عاجلة لهؤلاء المواطنين السوريين المتضررين٬ مشيرا إلى أن المؤتمر ثمن في هذا الصدد تعيين الأمين العام للأمم المتحدة وأمين عام الجامعة العربية٬ للسيد كوفي عنان كمبعوث خاص لهما في القضايا الإنسانية في سورية٬ وموضحا أن عنان سيبدأ نشاطه في القريب العاجل بالتوجه إلى سورية. وأضاف العثماني أن المؤتمر قرر٬ في هذا الصدد٬ إنشاء صندوق خاص لدعم الشعب السوري٬ بالإضافة إلى قرارات أخرى ستأتي تباعا. من جهة أخرى٬ أبرز وزير الشؤون الخارجية أن المغرب كان عضوا فاعلا في هذه الحركية منذ بداية مناقشة القضية السورية قبل سبعة أشهر٬ في إطار الجامعة العربية وصياغة المبادرة العربية٬ كما كان له حضور فاعل في بعثة المراقبين العرب إلى سورية٬ مشيرا إلى أن المملكة قدمت بعد ذلك٬ باسم المجموعة العربية٬ مشروع قرار إلى مجلس الأمن٬ "الذي مع الأسف فشل المجلس في إصداره٬ بعد أن لجأت بعض الدول إلى استعمال حق الفيتو لعرقلته". "واليوم٬ يضيف العثماني٬ يبقى المغرب فاعلا داخل هذه المبادرة وانطلاقا منه ٬ حيث استقبلنا في الآونة الأخيرة وفدا عن فصائل المعارضة السورية٬ الذين ناقشناهم واستمعنا إلى موقفهم ومقترحاتهم لحل الأزمة". وخلص إلى أن المغرب٬ الذي كان لمواقفه تأثير في القرارات العربية والدولية بتفاعل مع الأطراف الأخرى٬ سيبقى "دوره فاعلا في المراحل القادمة من هذا المسلسل٬ من خلال التقدم بالمزيد من المبادرات في إطار الجامعة العربية".