حول الإهمال مدرجات كلية الشريعة بفاس إلى مكان مهجور من الطلاب آيل للسقوط، بينماخلفت البرك الاسنة التي سببتها الأمطار رائحة نتنة وطحالب على أرضياتها وجدرانها. وقال أستاذ في الكلية، في اتصال مع موقع "مغارب كم"، أن ثلاثة مدرجات لم تعد صالحة للاستعمال، وأن الأساتذة أصبحوا يكتفون بإلقاء محاضراتهم داخل القاعات الاقل سوءا. وارجع الأستاذ بن علي سبب تدهور وضعية بنايات الكلية إلى الإهمال الذي طالها في عهد العميد السابق، الذي تم عزله من منصبه بقرار من وزارة التعليم، بعد معركة طويلة بين العميد، من جهة، والأساتذة والطلبة، من جهة أخرى، حيث أدت الخلافات المستمرة بين الطرفين إلى توقيف الدراسة لفترات طويلة ومتكررة، وإلغاء الامتحانات مرارا. واستبعد الأستاذ محمد بن جبور صدور قرار بالهدم الكامل للجامعة، لكنه أكد على وجود ضرورة ملحة للقيام بعملية هدم تدريجي لبعض المرافق وإعادة بنائها في إطار خطة ترمي الى اعادة هيكلة الكلية وترميمها، بعدما مضى على بنائها أكثر من عشرين سنة. وأكد بن جبور أن البنايات تجاوزت بالفعل عمرها الافتراضي، وأرجع ذلك إلى اعتمادها البناء المركب من أجزاء وليس بناء هيكليا قويا، حيث بنيت الكلية في ظروف اتسمت بالعجلة، وغياب التخطيط بسبب الرغبة في تفكيك جامعة ظهر المهراز، التي كانت تشكل مصدر قلق للسلطات المغربية. ومنذ عزل علي الصقلي، العميد السابق للكلية من مهامه، والذي مازال يمارس مهامه كرئيس لجامعة القرويين بالنيابة، يتم تسيير كلية الشريعة من قبل نائب العميد الدكتور حسن الزاهير تحت إشراف لجنة وزارية تكفلت بتدبير الملفات والقضايا العالقة، في انتظار فتح باب الترشيحات لشغل منصب عمادة الكلية ورئاسة الجامعة. وكان أحمد اخشيشن، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي، قد اوفد لجنة وزارية حلت بالكلية يوم الاثنين 22 مارس الماضي، واجتمعت بجميع الأطراف، وقررت تجميد مهام العميد القديم، والكاتب العام للكلية، وتكليفالدكتور حسن زاهير بمهام التسيير الإداري والتربوي للكلية.