أكد رفيق عبد السلام، وزير الخارجية التونسي٬ اليوم الخميس بالرباط٬ أن هناك تطابق كامل في وجهات النظر بين المغرب وتونس وإرادة مشتركة للرفع من مستوى التبادل التجاري. وقال عبد السلام خلال ندوة صحفية مشتركة مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني " نراهن على وجود إرادة سياسية وتصميم لدى كل من تونس والرباط للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى شراكة استراتيجية وتوسيع نطاقها إلى المجال المغاربي". وأضاف أن أرقام ومعدلات التبادل التجاري لازالت متواضعة مقارنة مع الطموحات الكبيرة للبلدين٬ مشددا على أن إزالة العوائق التي تحول دون تطوير التجارة البينية من شأنه تحسين هذه الأرقام والارتقاء بالتعاون الاقتصادي بين البلدين إلى أعلى المستويات الممكنة. وبعد أن أشار إلى أن المغرب وتونس تجمعهما روابط ثقافية وتاريخية وذاكرة مشتركة٬ أعرب رئيس الدبلوماسية التونسية عن رغبة بلاده في تعزيز هذه الروابط بآليات ملموسة ومشاريع عملية٬ موضحا أن هناك اتفاق من حيث المبدئ على تفعيل الاتفاقيات الجارية وتحديد أهداف عملية للرفع من مستوى التكامل الاقتصادي بين البلدين. وفضلا عن التعاون الثنائي والمغاربي والمغاربي الإفريقي٬ يضيف عبد السلام٬ تناولت المباحثات بين الوزيرين موضوع الجاليتين المغربية والتونسية٬ مشيرا في هذا السياق إلى أن حوالي 3000 تونسي يعيشون في المغرب ويتمتعون بحقوقهم وبامتيازات كبيرة٬ وأن ما يناهز 4000 مغربي في تونس يواجهون بعض الصعوبات الجزئية تتعلق بالإقامة ومسائل فنية ستتم معالجتها في أقرب وقت ممكن في أفق بناء فضاء مغاربي حر ومفتوح. من جانبه٬ قال العثماني إن زيارة الرئيس التونسي ووزير الخارجية ستشكل مرحلة جديدة في العلاقات المغربية التونسية لتعميق التعاون القائم في بعض القطاعات وتوسيعه إلى مجالات أخرى٬ مبرزا أنه تم وضع برنامج للمرحلة المقبلة يتضمن مجموعة من الإجراءات والأهداف سيعمل الطرفان سويا على تطبيقها. وأعرب عن طموح المغرب لجعل العلاقات التجارية والاقتصادية والثقافية والبشرية في مستوى العلاقات التاريخية والروابط المشتركة بين البلدين٬ وإرساء شراكة على مستويات متعددة لا سيما الشراكة السياسية للتعاون من أجل بناء أفضل للاتحاد المغاربي والتشاور والعمل المشترك في القضايا العربية والإفريقية والإسلامية والدولية. وأشار إلى أن المبادلات التجارية والعلاقات الاقتصادية ليست في مستوى طموح حكومتي البلدين٬ مؤكدا أنه سيتم العمل على تدليل العقبات الموجودة وتفعيل العلاقات بين رجال الأعمال بالبلدين عن طريق اجتماعات ولقاءات مشتركة خاصة من خلال مجلسي رجال الأعمال المغاربة والتونسيين. وأضاف أنه سيتم العمل على الإعداد الجيد للجنة العليا المشتركة التي تنعقد في غضون بضعة أشهر حتى تقوم بدورها في تفعيل اتفاقيات جديدة أو اتخاذ قرارات جديدة لتفعيل العلاقات بين البلدين٬ كما ستنعقد اللجنة القنصلية المشتركة التي ستحاول تعميق النظر في قضايا جاليتي البلدين بكل من المغرب وتونس. وقال إن هناك إرادة مشتركة للمضي بعيدا في بناء اتحاد المغرب العربي٬ معتبرا أن اجتماع وزراء خارجية بلدان الاتحاد سيكون مناسبة لإعطاء دفعة جديدة للعلاقات المغاربية من خلال المقترحات التي يعتزم المغرب وتونس تقديمها كطرفين مهمين في الفضاء المغاربي.